الصفحة الاولىصحيفة البعث

تكتل استيطاني يطوّق قلقيلية.. واغتصاب أراضٍ جديدة في القدس

 

 

تصعيد غير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي في حربه الاستيطانية التي تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، وآخرها البدء بإقامة تكتل استيطاني يضم آلاف الوحدات بين مدينتي سلفيت وقلقيلية شمال الضفة الغربية، وسيلتهم التكتل مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في قرى الزاوية ومسحة وكفل حارس ومنطقة وادي قانا، التي حوّلها الاحتلال من أجمل محمية طبيعية في فلسطين المحتلة إلى مكب لنفايات المستوطنات.
وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن الاحتلال يرمي من إقامة التكتل الاستيطاني إلى قطع التواصل بين قلقيلية وسلفيت، ما يعني أن أهالي القرى التي تقع بين المدينتين باتوا مهددين بالتهجير، فيما أشار الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة إلى أن التكتل يتضمّن شق طرق التفافية استيطانية بحيث يتم حصر الوجود الفلسطيني في مناطق ضيّقة بعد تهجير أبناء القرى الذين تم الاستيلاء على أراضيهم، محذّراً من أن التكتل سيفصل قلقيلية بشكل كامل عن كل المدن الفلسطينية.
كما لفت الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إلى أن الاحتلال يشنّ حرب الاستيطان التهويدية بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده ومقاومته للتهجير والاستيلاء على أرضه، وسيحبط كل مخططات الاحتلال العدوانية.
في سياق متصل، أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في خلة عبد جنوب شرق القدس المحتلة وإقامة وحدات استيطانية، وقال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي القدس المحتلة بسام بحر: “إن هدف المخطط الإسرائيلي الجديد الاستيلاء على ما يزيد على ألف دونم من أراضٍ زراعية تشمل أشجار زيتون ومنازل تعود ملكيتها للفلسطينيين لإقامة وحدات استيطانية عليها”.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مدن وبلدات كوبر شمال رام الله وبيت فجار جنوب بيت لحم وإذنا غرب الخليل ويعبد جنوب جنين ونابلس بالضفة الغربية، واعتقلت 19 فلسطينياً، فيما توغّلت أربع جرافات عسكرية للاحتلال في أراضي الفلسطينيين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، وقامت بأعمال تجريف للأراضي.
كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذت جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما اقتحم عشرات المستوطنين منطقة الحمرا شرق يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، واعتدوا على أراضي الفلسطينيين، واقتلعوا أشجار الزيتون، وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية جنوب الخليل راتب جبور: “إن عشرات المستوطنين اعتدوا على أراضي الفلسطينيين في منطقة الحمرا شرق قرية التوانة، واقتلعوا عشرات أشجار الزيتون”.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اعتداءات وانتهاكات المستوطنين الإسرائيليين المستمرة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدّمتها القرار 2334 حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وأوضحت أن كتابة المستوطنين شعارات إرهابية على جدران مسجد دير دبوان شرق رام الله، وتوزيع منشورات عنصرية تهدد الفلسطينيين في قرية جناته جنوب شرق بيت لحم، واستمرار اقتحاماتهم العنصرية والتهويدية لباحات المسجد الأقصى المبارك تأتي ضمن سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم وتهويدها.
وأشارت الخارجية إلى أن استمرار انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه يكشف عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها في تحمّل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، ما يقوّض أي فرصة لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس، وجدّدت إدانتها الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني مطالبةً المحكمة الجنائية الدولي بفتح تحقيق رسمي فيها.
وجاء في بيان للخارجية: “إن انتهاكات الاحتلال الجسيمة للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان تضع الجنائية الدولية ومصداقيتها أمام اختبار حقيقي، وخاصة أمام اعترافات سلطات الاحتلال العلنية بارتكاب تلك الجرائم وتوثيقها من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية والدولية”.