رياضةصحيفة البعث

جرس الإنذار يقرع في اتحاد السلة.. وعودة اللاعب الأجنبي بين أخذ ورد!

يبدو أن اتحاد كرة السلة لم يع ماهية الاحتراف الرياضي الذي دخل أجواءه منذ أكثر من عقد ونصف، هذا الاحتراف أدى لاستفادة الكثير من الأندية حين طبقته عندما تعاقدت مع لاعبين أجانب، ونجحت إلى حد ما بتحقيق الفائدة من وجودهم، مع الاختلاف بإمكانيات اللاعبين الذين قدموا لأنديتنا، إلا أن ظروف الأزمة أدت لاستغناء أنديتنا عن هذه الظاهرة كلياً لعدة أسباب.

إقرار واجتماع

والآن بعد أن شارفت الأزمة على نهايتها، تعالت الأصوات مطالبة بضرورة عودة اللاعب الأجنبي للأندية، خاصة أن اتحاد السلة أقر في اجتماعه الأخير مع مندوبي أندية الدرجة الأولى عودة اللاعب الأجنبي للعب في الدوري لفئة الرجال في أدوار الفاينال، وذلك بعد أخذ موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.

وما حصل في الاجتماع كان مبرراً لأن بعض الأندية طالبت بعودة الأجنبي لصفوفها كي تستطيع المنافسة على اللقب، معتبرة أن 80% من لاعبينا المميزين موجودون بصفوف ناد أو ناديين على الأكثر، ورأت أن الطريقة الوحيدة للمنافسة تتمثّل باستقدام لاعب أجنبي يكون قادراً على رفع مستوى المنافسة مع تلك الأندية، ويضفي على المباريات قيمة فنية، إضافة إلى أنه ينعكس بشكل إيجابي على لاعبنا المحلي الساعي للاحتكاك الجدي مع لاعبين أجانب يتفوقون عليه فنياً.

تجربة وقواعد

وبلا شك فإن اعتماد الأندية على اللاعب الأجنبي هو حل سريع قد لا يحمل الفائدة المرجوة، فالإتيان بلاعب أجنبي سيخدم هذه الأندية لفترة معينة، وبعد انتهاء عقده لا تتم الاستفادة منه، في حين أن الاعتماد على لاعبين من أعمار صغيرة هو الذي سيفيد اللعبة لسنوات طويلة، وأكبر مثال على صحة هذه النظرية التجربة الإيرانية، فقد أثبتت صلاحيتها من حيث اعتمادها على القواعد، الأمر الذي أوصلها لبطولة آسيا بكافة الفئات، وصولاً للنهائيات العالمية، وهي تجربة تستحق الاحترام والوقوف عندها.

سلاح ذو حدين

وبنظرة متعمقة نجد أن عودة اللاعب الأجنبي سلاح ذو حدين، فبعض الأندية كما أسلفنا رأت أن في العودة إجحافاً بحق الأندية الفقيرة، منها غير القادرة على دفع مبالغ مادية كبيرة “بالعملة الصعبة”، وحتى بعض الأندية “الكبيرة والمدللة” رأت أن في صرف المبالغ العالية أيضاً إجحافاً بحقها، فتلك المبالغ يجب أن يستفيد منها لاعبونا المحليون، وهذا يدعونا للتساؤل: لمصلحة من أقر اتحاد السلة هذا الموضوع؟! ألم يفكر القائمون على سلتنا بأن هذا الموضوع سيؤثر على اللعبة؟!.

توقيت خاطىء

التوقيت الذي تم به اتخاذ هذا القرار غير مناسب ويضر برياضتنا عامة، والسلة على وجه الخصوص، خاصة في ظل ارتفاع سعر ” الدولار”، ويجب على القائمين على رياضتنا إيقاف مثل هذه القرارات غير المدروسة، “فشر البلية ما يضحك”، وهي للأسف مقولة يمكن أن نطلقها على اتحاد كرة السلة الذي دائماً يتحفنا ويدهشنا باتخاذ قرارات في كل موسم، فمرة يقر بعقد  الثقة، ومرة أخرى بضرورة وجود لاعبين تحت سن 24 سنة داخل أرضية الملعب، وأخرى بعدم وجود لاعبين كبار، وها هو يتحفنا الآن بموضوع عودة اللاعب الأجنبي.

إن الملاحظات التي تم ذكرها تحتاج إلى التمعن والدراسة حتى لا نزيد بتدني المستوى العام للمنتخبات الوطنية التي هي بالأساس تعاني.

عماد درويش