الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: الانسحاب من الاتفاق النووي أحد خياراتنا

 

جددت إيران، عبر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري، التأكيد على أنها لن تخشى تهديدات الدول المستكبرة لإجبارها على التفاوض حول قدراتها الصاروخية والدفاعية ومصالحها الإقليمية، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لدى بلاده العديد من الخيارات في حال لم يلتزم الطرف الأوروبي بالاتفاق النووي، والانسحاب من الاتفاق أحدها.
وقال باقري: إن بلاده، وإلى جانب القوات المسلحة العراقية والسورية، هي التي قصمت ظهر داعش، ووقفت في وجه تمدده إلى باقي البلدان ولاسيما أوروبا، مشيراً إلى أن ثمانين في المئة من الأسلحة التي تحتاجها إيران يتم إنتاجها في الداخل، كما أكد أن القوات المسلحة الإيرانية تحافظ على الثورة الإسلامية، وهي مستعدة للتضحية من أجل توفير أمن شعوب المنطقة أيضاً.
بدوره قال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات جوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني خلال احتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية: إن من “أهداف الأعداء هو بث اليأس والإحباط في البلاد”، مضيفاً اليوم وصلنا إلى مرحلة من القوة لم يعد فيها التهديد العسكري على إيران مطروحاً”، وأكد “لا يمكن مقايسة قوتنا اليوم مع أي مرحلة مرت بها البلاد، وهذه القوة في ازدياد بشكل تصاعدي، هذه القوة أوجدت قدرة ردعية للبلاد، ولن نتفاوض مع أحد بشأنها أبداً”.
حاجي زاده أشار إلى أن التجارب الصاروخية لإيران لم تتوقّف، وهذا يشمل التجارب على صواريخ بعيدة المدى.
وفي السياق، قال نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي في كلمة له في مدينة تبريز: إن “العدو وقف ضدنا في جميع المجالات، وفي التطور العلمي، الذي هو حق طبيعي للإنسانية، كما وقف أمام تطورنا العلمي واغتال علماءنا، إنهم لا يرغبون برؤيتنا نتطور علمياً لأنهم يعلمون بأننا نستطيع”، ورأى أنه “عندما تنفق أميركا 7 تريليون دولار ولا تستفيد شيئاً، فإن سياسة تحويل الإنفاق إلى فائدة قد انتهت، وهذا يعني الزوال السياسي لأميركا”.
وأكد سلامي “شعبنا صامد بعزة أمام الصعوبات، ولكن الشعب الأميركي لم يتحمل شهراً واحداً، على الرغم من أنهم لا يخضعون للعقوبات ولا للضغوط، فقد كانوا يبكون ولم يكن يساعد أحدهم الآخر، ولكن في إيران يعيش الناس جنباً إلى جنب مع بعضهم”؟!.
بالتوازي، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لدى بلاده العديد من الخيارات في حال لم يلتزم الطرف الأوروبي بالاتفاق النووي والانسحاب من الاتفاق أحدها.
وتعليقاً على مطلبين تضمنهما بيان الاتحاد الأوروبي، وهما “انضمام إيران للوائح مجموعة العمل المالي وخوض مفاوضات بشأن الصواريخ الباليستية”، قال ظريف: “الأوروبيون لديهم التزامات واسعة تجاه إيران وعليهم الوفاء بها، فهم ليسوا بمكان فرض مطالب على إيران”، وأوضح أن الالتزامات تشمل ضمان بيع النفط الإيراني والحصول على عائداته واستمرار العلاقات المصرفية وفق ما جاء في بيان أيار 2018، مضيفاً: “نحن التزمنا بالاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت ذلك عبر 13 تقريراً، والجميع يعرف أن الولايات المتحدة هي من انسحب من الاتفاق النووي، فيما الأوروبيون لم يتمكّنوا من تطبيقه”.
وبخصوص الصواريخ الباليستية، قال ظريف: إن توجيه الاتهامات لإيران مثلما يفعل الأوروبيون والأمريكيون أمر خاطئ،  ولا بد عوضاً عن ذلك من الانتباه لما يحدث في المنطقة من ضخ للأسلحة الأوروبية والأمريكية التي تقتل الناس في اليمن على سبيل المثال وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأوضح أن الصواريخ الإيرانية دفاعية ولم تستخدم ضد أحد سوى الجماعات الإرهابية، فيما الأسلحة الأوروبية والأمريكية تستهدف حتى اليوم المدنيين اليمنيين وأهالي غزة والضفة الغربية والشعب اللبناني والشعب السوري.
وحول الآلية المالية الأوروبية التي أطلقت مؤخراً للتجارة مع طهران، قال ظريف: إنها خطوة “ذكية” للالتفاف على عقوبات واشنطن، إلا أنها ليست آلية مالية بالمعنى الحقيقي، بل مجرد مقدمة تمهّد الطريق للتواصل بين التجار في الجانبين ولتأمين العلاقات التجارية بين إيران وأوروبا.
في الأثناء، أعلن وزير الأمن الإيراني محمود علوي أمس اعتقال عناصر من مجموعات إرهابية كانوا يعتزمون القيام بأعمال تخريبية في البلاد خلال الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، مضيفاً إنه تم اعتقال هؤلاء العناصر وإحباط المخططات التخريبية بالتعاون بين جميع الجهات المسؤولة عن الأمن في البلاد، فيما أعلن قائد قوى الأمن الداخلي بمحافظة سيستان وبلوجستان العميد محمد قنبري مقتل مسلحين اثنين خلال محاولتهما مهاجمة سيارة للشرطة في مدينة زاهدان مركز المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد.