الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتــــلال يواصــــل ســــرقة وتدميــــر الآثــــار الفلســــطينية

 

حرب على الآثار الفلسطينية يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، ضمن حربه الشاملة على الوجود الفلسطيني، في محاولة منه لطمس الهوية الثقافية والحضارية الفلسطينية، وإخفاء معالمها في انتهاك صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية.
مؤسسات أهلية ورسمية فلسطينية، وثّقت حالات مختلفة لاستهداف الاحتلال لمئات المواقع الأثرية في القدس المحتلة والخليل ونابلس وبيت لحم عبر التدمير أو الاستيلاء أو النهب أو التجريف أو إقامة المستوطنات عليها، رغم أن الكثير من هذه المواقع مدرج على قائمة التراث العالمي، وحذّر مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر من مخططات الاحتلال لهدم الأسوار الأثرية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة، مشيراً إلى أن الحفريات الإسرائيلية المتواصلة في القدس باتت تهدد بشكل كبير المواقع الأثرية فيها.
وكشف خاطر عن وجود تشققات كبيرة في الأبنية الأثرية بالبلدة القديمة، وخاصة سور القدس من الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، الأمر الذي يهدد بحدوث انهيارات في أي لحظة بسبب تفريغ الأتربة نتيجة حفريات الاحتلال تحتها، حيث سقط جزء من سور البلدة القديمة القريب من المتحف الإسلامي، وأوضح أن الآثار والمواقع الأثرية الفلسطينية تتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال بهدف نهبها وتزوير الحقائق.
من جهته، ذكر مدير حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة أنه يوجد سبعة آلاف موقع أثري فلسطيني و50 ألف مبنى تاريخي استولى الاحتلال على 62 بالمئة منها، كما دمّر مئات المواقع بهدف طمس الهوية والتراث الفلسطينيين، وأوضح أن الاحتلال أقام وحدات استيطانية على موقع تل الرميدة الأثري في مدينة الخليل الذي توجد فيه آثار تعود إلى العصور البرونزية والرومانية والبيزنطية، لافتاً إلى أن عشرات البيوت الأثرية في الخليل مهددة بالهدم، إضافة إلى استمرار تهويد البلدة القديمة من المدينة وتهجير سكانها منها.
وأشار طوافشة إلى أن قرية سبسطية شمال مدينة نابلس تحوي أهم وأقدم الآثار على مستوى العالم، وقد جرف الاحتلال الكثير من معالمها وآثارها وحوّل المواقع الأثرية فيها إلى أماكن لإقامة المستوطنين طقوسهم الاستفزازية.
من جانبه، بيّن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن الاحتلال قام بتجريف وتدمير المواقع الأثرية في مدينة نابلس وخاصة في سبسطية بهدف تشويه المناطق الأثرية وطمسها على الرغم من إدراج هذه المناطق على قائمة التراث العالمي، وأكد أن جدار الفصل العنصري في الضفة تسبب بتدمير الكثير من المواقع الأثرية وعزل المئات من المواقع الأثرية ضمن حرب الاحتلال الشاملة على الآثار والحضارة الفلسطينية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدن الخليل وجنين ورام الله بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت ثمانية منهم، كما هدمت قوات الاحتلال برفقة عدد من جرافاتها منازل الفلسطينيين وخيمهم في قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمرة الـ140 وشردت أبناءها.
ويؤكد أهالي قرية العراقيب استمرارهم بمعركة الصمود على أراضيهم وإعادة بناء منازلهم ونصب الخيم مجدّداً، مشدّدين على رفضهم لمخططات سلطات الاحتلال التي هدمت عشرات القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بهدف تشريد أهلها ومصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخططها لتهويد هذه القرى.
إلى ذلك جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال، كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام بمحيط منزل الفلسطينية زينب أبو سرور “62 عاماً” في مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية، واعتدوا عليها وعلى نجليها بالضرب واعتقلوا أحدهما، فيما اعتقلت قوات شاباً فلسطينياً جنوب جنين ومتضامنين أجنبيين أثناء عملهما على تأمين خروج الطلبة من مدرسة قرطبة في مدينة الخليل الواقعة قرب مستوطنة “بيت هداسا”.
يذكر أن بعثة التواجد الدولي المؤقتة كانت تؤمّن طلاب المدرسة المذكورة في الذهاب والإياب من اعتداءات المستوطنين قبل أن ينهي الاحتلال عملها قبل نحو أسبوع.
في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الفلسطينيين لن يتعاملوا مع أي مخرجات لمؤتمر وارسو المقرر عقده بعد أسبوع وغيره من المؤتمرات غير الشرعية التي تخطط لها الإدارة الأمريكية الداعمة للاحتلال وجرائمه وخروقاته للقانون الدولي، وأوضحت أن الإدارة الأمريكية التي تزعم حرصها على الاستقرار في المنطقة تدعي أن المؤتمر سيعالج القضية الفلسطينية التي أعلنت الحرب عليها وعلى الشرعية الدولية وقراراتها، وأمعنت في تنكرها لالتزاماتها حيال الاتفاقيات الدولية، واعتبرت أن المؤتمر مؤامرة أمريكية تستهدف النيل من استقلالية قرارات المشاركين بالمؤتمر حيال قضايا جوهرية ولا سيما القضية الفلسطينية.