دراساتصحيفة البعث

تسعة أسباب وراء الحرب على فنزويلا

 

في الوقت الذي يدعي فيه ترامب وحلفاؤه الحرص على الحريات في فنزويلا، ويدعمون محاولة انقلاب فاشلة ضد السلطات الشرعية، يوطدون علاقاتهم مع حكم الإرهاب السعودي ويكشفون النقاب عن خدعة “قيمهم الديمقراطية”.
ومعروف عن تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، على امتداده، تلفيق الاتهامات ورميها جزافاً على كل من يرفض الإذعان لإملاءات واشنطن، أو مساعدتها على تحقيق مآربها وتحقيق أطماعها، وعلى خلق الذرائع الواهية لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بضرورة التدخل العسكري في هذا البلد أو ذاك للنيل من سيادته ونهب ثرواته وخيراته بذريعة “نشر الديمقراطية”، وحماية “حقوق الإنسان”. وعليه، ثمة تسعة أسباب تدفع إدارة ترامب لزعزعة الاستقرار في فنزويلا، ألا وهي:
الموارد الطبيعية، إذ تمتلك فنزويلا أكبر احتياطي للذهب في العالم، إضافةً إلى الماس والحديد والنحاس، والنفط فلديها 24% من احتياطيات أوبك. ووجود الصين وروسيا، فقد صرح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قبل فصله في شباط 2018، أنه سيدعم انقلاباً عسكرياً في فنزويلا، بسبب علاقاتها الاقتصادية المتينة مع الصين. ذلك أن البنوك الصينية قدمت أموالاً طائلة إلى بلدان أمريكا اللاتينية فاقت ما قدمه البنك الدولي، زيادةً على ذلك، وقعت الصين 700 اتفاقية تعاون بقيمة 70 مليار دولار في مجالات النفط والتعدين والتكنولوجيا العليا، إضافة إلى نشاطات واستثمارات عديدة في قطاعات مختلفة. وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا التي أنشأت مع الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا تحالفاً جغرافياً – اقتصادياً من أكبر خمس اقتصاديات ناشئة في العالم، في خدمة التعاون بين الجنوب والشمال.
رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط. إذ على الرغم من الحروب المدمرة التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مناطق مختلفة من العالم، وتدمير حياة ما يقرب من 100 مليون شخص في الشرق الأوسط، لم تتمكن واشنطن من السيطرة على العراق وليبيا وسورية واليمن وأفغانستان، جراء دعم قوى إقليمية وعالمية لها.
إنهاء مشروع التكامل الاقتصادي في السوق المشتركة للمخروط الجنوبي.
عرقلة مشروع “نفط الكاريبي”، المبادرة الفنزويلية التي أُطلقت عام 2005 لتزويد دول المنطقة بـ 100 ألف برميل نفط يومياً بشروط تفضيلية.
إضعاف معاهدة “البا” التجارية (وهي بديل لاتفاقية التجارة الحرة التي ترعاها الولايات المتحدة)، وتجنب انخفاض النفط أكثر، ذلك أن نزع توازن التجارة العالمية يضعف الهيمنة المالية الأمريكية، خاصةً وأن فنزويلا تسوق نفطها باليوان والروبل اليورو والروبية الهندية، ما أصاب واشنطن بالجنون،
حاجة ترامب إلى “الحرب الخاصة به”، إذ يبدو أن لكل رئيس أمريكي حرباً واحدة على الأقل. ويعتقد دونالد ترامب بأن مخاطر غزو فنزويلا أقل من مخاطر غزو كوريا الديمقراطية أو إيران. وهو ليس وحيداً، فالديمقراطيون، وأوروبا، ومعظم أنظمة الحكم في أمريكا الجنوبية، معه (فهل يفعلها؟)،
أخيراً ضغط اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل في أمريكا اللاتينية ضد إيران بسبب علاقاتها الوطيدة مع فنزويلا.
تتحدث الصحافة الأمريكية عن مؤامرة ترامب – غوايدو التي تمت حياكتها سراً، وتندرج في هذا السياق صفقة ترامب – آل سعود، التي تم إبرامها من خلال اغتيال جمال خاشقجي، لخفض سعر النفط وإضعاف الاقتصاد الفنزويلي. ولكن يبدو أن ترامب لم يعتبر من الهزيمة المدوية في العراق التي منيت بها القوات الأمريكية التي كانت غزت العراق بذريعة العثور على أسلحة الدمار الشامل.
هيفاء علي