دراساتصحيفة البعث

افتتاح أكبر مركز للاستخبارات في العالم في برلين

ترجمة: سلام بدور

عن الغارديان ٨/٢/٢٠١٩

بعد أكثر من مليار يورو أو ما يعادل ٨٧٠ مليون جنيه إسترليني، وبعد ١٢ سنة من بدء البناء، افتتحت وكالة الاستخبارات الفيدرالية رسمياً مقرّها الجديد في برلين والذي يعدّ أكبر مركز للمخابرات في العالم مع مساحة تعادل ٣٦ ملعباً لكرة القدم. فالمبنى الذي يقع بالقرب من مسار جدار برلين السابق يعتبر أحد أكثر المناطق سرية في ألمانيا، مع قواعد أمنية صارمة تحكم ما يمكن للموظفين القيام به وما لا يمكنهم فعله، حيث لا توجد هواتف محمولة ولا أجهزة كمبيوتر محمولة خاصة ولا فحص للبريد الإلكتروني الشخصي أو وسائل الاتصال الاجتماعية، وفي نهاية اليوم يجب قفل جميع بطاقات الدخول في الخزنة.

وقد زارت أنجيلا ميركل المقر يوم الجمعة الفائت، وتحدثت عن تاريخ وكالة المخابرات المركزية والدور المهمّ الذي تلعبه قائلة: “في عالم غالباً ما يكون مربكاً للغاية، تحتاج ألمانيا اليوم بشكل أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى إلى خدمة استخبارات أجنبية قوية وفعّالة”.

ويهدف الحضور الجريء للوكالة إلى إظهار دور عالمي أكثر ثقة بالنفس، إلا أن ذلك لم يجعلها تخلو من الانتقاد في ألمانيا، حيث يمكن أن تستدعي الخدمات الأمنية ذكريات “ستازي وغوستابو” القمعية. كما أظهر كشف “إدوار سنودن” في ٢٠١٣ أن الوكالة التي تتعاون بشكل وثيق مع الخدمات الأمريكية و البريطانية في مراقبة الاتصالات الرقمية قد صدمت الكثيرين وقادت إلى تقليل التعاون مع وكالة الأمن القومية الأمريكية.

وقالت الوكالة في موقعها على الإنترنت إن المبنى قد تمّ إنتاجه باستخدام ١٣٥ ألف متر مكعب من الخرسانة، و٢٠ ألف طن من الفولاذ، ولديه ١٤ ألف نافذة، و١٢ ألف باب، كما زُرعت أجهزة تنصت بين بعض أشجار النخيل المزيفة خارج المبنى، والتي أكد مجلس الشيوخ في برلين في كانون الثاني الماضي أنها عبارة عن تركيب فني وليست أجهزة استماع سرية.

ويذكر أن الموقع كان يضمّ ثكنات للشرطة التي دُمّرت خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أصبح موقعاً لـ إستاد رياضي ألماني تمّ هدمه لاحقاً كجزء من محاولة ألمانية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام ٢٠٠٠. من ناحية ثانية إن حفل الافتتاح الذي تمّ يوم الجمعة كان مقرراً منذ وقت طويل وتحديداً في عام ٢٠١١ ولكن تأخر ذلك بسبب مشكلات البناء، ولأسباب أخرى. حتى في عام ٢٠١٥ سرق لصوص “مراحيض” المبنى ما أدى إلى فيضانات وأضرار في الحادث الملقب بـ”ووترغيت” في الصحافة الألمانية!.