الصفحة الاولىصحيفة البعث

تفجير إرهابي يستهدف حافلة للحرس الثوري الإيراني

 

بالتزامن مع مؤتمر وارسو، الذي نظمته أمريكا واستضافته بولندا بهدف الضغط على إيران وتأمين المزيد من الدعم لكيان الاحتلال الاسرائيلي، استهدف تفجير إرهابي، أمس، حافلة لقوات الحرس الثوري الإيراني بالقرب من طريق خاش-زاهدان التابعتين لسيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران، وأسفر “هذا العمل الإرهابي عن استشهاد 20 شخصاً وإصابة 20 آخرين”.
وأدان المتحدّث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي العملية الإرهابية، وأعرب عن تضامنه مع عوائل الشهداء والجرحى، وقال: إنّ “لجوء هذه الجماعات الإرهابية المدعومة عسكرياً ومالياً وفكرياً من بعض بلدان المنطقة إلى هذه الجرائم الوحشية سيجعل الحكومة والشعب الإيراني أكثر عزماً على محاربة الإرهاب في المنطقة”، وأضاف: “من المؤكّد أن القوات الأمنية ستنتقم لدماء شهداء هذه العملية”.
بدوره علّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة له عبر تويتر على العملية الإرهابية، قائلاً: “يبدو أن أميركا ترتكب دائماً نفس الأخطاء، ولكنها تتوقّع أن تحصل على نتائج مختلفة”، وسأل: “هل هي صدفة أن تتعرّض إيران لهجوم إرهابي في نفس الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر وارسو ؟”.
وفي وقت سابق، اعتبر ظريف أن “مؤتمر وارسو مسعى جديد تبذله الولايات المتحدة في إطار هوسها الذي لا أساس له إزاء إيران، وأعتقد أنه ولد ميتاً”، وأضاف: “إنهم لا يهدفون إلى إصدار أي نصّ متفق عليه، ولكن بدلا من ذلك يحاولون استخدام تصريحاتهم نيابة عن الجميع، وهذا يظهر أنه ليس لديهم أي احترام لهذا المؤتمر”.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية اعتبرت مؤخراً أن المؤتمر، الذي دعت الولايات المتحدة لتنظيمه في بولندا، يعبّر عن اليأس السياسي لواشنطن، مؤكدة أن مصيره الفشل.
بالتوازي، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد على الخامنئي أن الثورة الإسلامية حافظت خلال العقود الأربعة الماضية على كرامتها وشعاراتها وقاومت مختلف الإغراءات واستطاعت أن تضمن الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة إيران.
واستعرض الخامنئي، في بيان أصدره أمس بمناسبة الذكرى الـ/40/ لانتصار الثورة الإسلامية، المسيرة التي قطعتها الثورة والانجازات التي حققتها خلال العقود الماضية والتي أدت إلى إيصال إيران إلى ما هي عليه الآن من المكانة المرموقة اللائقة بالشعب، وأوضح أن الثورة الإيرانية لم تتخل عن مبادئها طوال السنوات الماضية وهى الأكثر شعبية في العصر الحديث واستطاعت أن تنهى مرحلة الانحطاط والتبعية للأخر التي كانت سائدة، لافتاً إلى أنه لا فائدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة ولا يمكن حل المشاكل معها، ودعا أبناء الشعب الإيراني إلى النظر بواقعية حيال المستقبل، منوهاً بدور الشباب على صعيد اتخاذ الخطوات المقبلة باتجاه تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم.
في سياق متصل أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن ترضخ للضغوط والاملاءات الخارجية ومستعدة للحوار بما يحفظ حقوق وسيادة الشعب الإيراني، وقال، خلال اجتماع للحكومة الإيرانية ، “إذا أراد أحد ما التحدث معنا حول قضية ما سنتحاور معه إذا احترم قانون وسيادة الشعب الإيراني لكننا لن نقبل ممارسة الضغوط والقوة وانتهاك حقوقنا”، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني قرر إدارة بلاده بنفسه من خلال صناديق الاقتراع والتصويت، مؤكداً أن النهج والطريق الذي اختاره الشعب الإيراني بشكل صائب قبل 40 عاماً ما زال يواصله بقوة، ولفت إلى أن الرسالة التي حملتها مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران هي أن مؤامرات القوى العظمى ولا سيما أمريكا لا يمكن أن تؤثر على إرادة الشعب الإيراني.
في الأثناء، أقرّت محكمة العدل الدولية لصالح إيران في قضية أموالها المجمدة لدى واشنطن، وقال عبد القوي أحمد يوسف رئيس هيئة القضاة في محكمة العدل الدولية: “المحكمة ترفض بالإجماع الاعتراضات الأولية التي تقدمت بها الولايات المتحدة لرفض القضية”، ولفت إلى أن لمحكمة العدل الدولية “سلطة قضائية” للبت في القضية التي تقدمت بها إيران عام 2016 . ومن المقرّر أن تعقد المحكمة جلسات استماع أخرى لتقرّر ما إذا كان بإمكان إيران استعادة 2 مليار دولار جمّدتها المحكمة الأميركية العليا.