الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو لـ”الناتو”: واشنطن تعرّض حياة الأوروبيين للخطر

 

اعتبر مسؤول روسي أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرّض حياة كل مواطن في كل من الدول الأوروبية لخطر أكبر، وقال رئيس الوفد الروسي في الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، نائب رئيس مجلس النواب (الدوما) بيتر تولستوي، في خطابه أمام نواب هذه المنظمة الأوروبية: “بينما نتحدّث عن الأمن في القارة، أود أن أشير إلى أنه خلال الوقت الذي لم نلتقِ فيه، وقع حدث يؤثر مباشرة في أمن كل بلد ممثل هنا. أعني خروج  الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى من طرف واحد.. هذا القرار يجعل حياة كل مواطن في كل دولة أوروبية أكثر خطورة بكثير”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، أن واشنطن ستبدأ إجراءات الخروج من معاهدة الصواريخ النووية مع روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردّاً على ذلك: إن روسيا تعلق مشاركتها في هذه المعاهدة بعد قرار الولايات المتحدة بدء الانسحاب منها، وأشار إلى أنه لا ينبغي لروسيا أن تنجر إلى سباق تسلّح باهظ لموسكو ولن تنجرف إليه، وأضاف في الوقت نفسه: إن جميع مقترحات روسيا بشأن نزع السلاح “لا تزال مطروحة على الطاولة والأبواب مفتوحة”، لكننا من الآن فصاعداً لن نقرع باب أحد للشروع في أي مفاوضات حول هذه القضية.
من جانبها، علّقت الخارجية الروسية على الرد المتوتر لنائب المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي “ناتو” بيرس كازاليت، على رسالة الرئيس الروسي بوتين السنوية للجمعية الفيدرالية، وسخرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية في صفحتها الشخصية على موقع “فيسبوك” من تصريحات “الشركاء الغربيين”، وحثتهم على ألا يكونوا “متوترين”. ووفقاً لها، فقد صرّح الغرب مراراً بأن الأسلحة الروسية الجديدة، التي وصفها بأنها “رسوم كاريكاتورية”، لا تشكّل تهديداً لدول حلف شمال الأطلسي، وأضافت: إن رسالة بوتين أكدت “أن روسيا ترى لزاماً عليها أن ترد على ما يفعله الناتو”. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ردّاً على تصريحات كازاليت: إن كلام الرئيس الروسي أثار أعصاب الأطلسيين، مناشدة مَن سمّتهم الشركاء الغربيين ألا يتركوا أعصابهم تفلت.
وقالت: أعلن الشركاء الغربيون قبل عام أنه لا داعي للخوف من “أفلام الكارتون الروسية عن الأسلحة الجديدة لأن كل ذلك خدعة الكرملين”، وأضافت: “أما الآن فقد أدركوا أنهم مستهدفون! وهل ظنوا أننا بصدد أخذ صورة سيلفي معهم بعد توسّع الناتو وخروج الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ وزيادة القوات الأمريكية في أوروبا وتدخّل الغرب الجماعي المتواصل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة؟، والأكثر أهمية أن الطرف الروسي ما فتئ يؤكد أن هذا الرد سيأتي كرد فعل على أفعال الشركاء العدوانية”.
وفي شأن ذي صلة بتعزيز القوات الروسية وتزويدها بأحدث أنواع الأسلحة، أفاد اللواء البحري المتقاعد، فسيفولود خميروف، بأن البحرية الروسية يمكنها في آن واحد إطلاق 40 صاروخاً من طراز “تسيركون” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بمرات، على مراكز التحكم الأمريكية.
وقال اللواء البحري: “قد يصل عدد السفن الحربية والغواصات المزوّدة بصواريخ “تسيركون” التي تناوب في غرب المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ إلى سفينتين أو 3 سفن في كل اتجاه، وبحوزتها نحو 40 صاروخاً، وإصابة الهدف مضمونة”، وأشار إلى أنه يمكن رصد هذه الصواريخ خلال تحليقها، لكن لا يمكن اعتراضها، وأضاف: “نظام تسيركون هذا الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يتفوق أيضاً على أي نظام دفاع جوي ودفاع صاروخي، ولا يوجد مضادّ له”.
وحذّر الرئيس الروسي، أمس الأول، من أن بلاده سترد على أي نشر للأسلحة النووية المتوسطة المدى، باستهداف مراكز صنع القرار نفسه، وليس فقط باستهداف الدول التي تنشر فيها هذه الصواريخ، كما اعتبر أن نشر صواريخ أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا سيعقد الوضع الأمني كثيراً، مشدداً على أن موسكو لا تنوي المبادرة بنشر صواريخها في أوروبا، إلا أنه حذر بالقول: “لكن في حال فعلت واشنطن ذلك سنرد بالمثل”.