اقتصادصحيفة البعث

رسالة إلى قطاع الأعمال..!

في الوقت الذي تشتد فيه المراهنة على دور قطاع الأعمال لجهة اضطلاعه بالعملية التنموية، نجد أن ثمة جانباً مظلماً لم يتحرر منه بعد هذا القطاع..!
سرعان ما يلحظ المتتبع لحيثيات قطاع الأعمال وعلاقات رجالاته ببعضهم البعض، استمرار الخلافات فيما بينهم إما على خلفية ما يتنازعون عليه من مصالح، أو بغية إثبات الذات وما تتطلبه من “بروبوغندا” قد تنزلق بهم باتجاه الخوض بمهاترات لا تليق بمكانتهم الاجتماعية والعملية على وسائل التواصل الاجتماعي..!
لعل نكران الذات هو أبرز ما يجب أن يتوخاه رجالات هذا القطاع في هذه المرحلة بالذات؛ فالدور المنوط بهم أكبر بكثير من مستوى خلافاتهم، فلا يعقل أن يتبارى بعضهم بسل سيوفهم بوجه من يحظى بمطرح استثماري دسم هنا، أو يحقق نجاحاً لفعالية اقتصادية هناك، ليبدؤوا بفتح ملفاته علّهم يعثرون على ارتكاب ما أو حتى زلة قلم أو لسان..!
وبغض النظر إن كان السبب الرئيسي لفوز أي من رجال الأعمال بمطرح استثماري مهم هو إدراكه للتسهيلات الحكومية الرامية لتفعيل هذا المطرح، أو نتيجة تواطؤ بعض المفاصل التنفيذية المعنية بهذا المشروع مع المستثمر نفسه، إلا أن سرعان ما يؤجج هذا الفوز المزيد من الخلافات، مع الإشارة هنا إلى أن هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمي من مساعي هذه الشريحة تجاه تحقيق أكبر قدر من المكتسبات الاقتصادية من جهة، والرضا الحكومي من جهة ثانية..!
وتأخذ هذه الخلافات حالياً منحى تصاعدياً مع اقتراب انتخابات الاتحادات التي ينضوون تحتها، والأدهى أن الحكومة على علم بها، وغالباً لا تتدخل إلا بحالات محدودة وبشكل خجول من قبيل ذر الرماد بالعيون، ولاسيما إذا ما علمنا أن بعض المفاصل التنفيذية لا تتوانى أحياناً عن الاصطفاف مع طرف ضد الآخر، لا بل قد تغذي هذه الخلافات بما يخدم مآربها الشخصية، ولا يتم التخلي عن من اُتخذ لصفهم إلا عند فضح علاقتهم به..!
لاشك أن حساسية هذه المرحلة لا تخفى عليكم أيها السادة، ولا يخفى عليكم أيضاً ضرورة رص الصفوف وتوحيد جبهات عملكم باتجاه التنمية؛ فالدور المنوط بكم يقتضي ركل تنازع المصالح جانباً، والمضي قدماً عبر المنافسة الشريفة لتوسيع دائرة استثماراتكم، بما ينعكس على الاقتصاد الوطني برمته..!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com