دراساتصحيفة البعث

منصة للعدوان الأمريكي على المنطقة

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع: استراتيجك كالتشر 20/2/2019

يتضمن برنامج الولايات المتحدة إدامة الصراع ونشر الفوضى في المنطقة، كذريعة لبقاء قوات البنتاغون، حيث يمكن استخدامها في البعثات العاملة في المنطقة، وقد تمّ نقل العشرات من شاحنات البنتاغون التي تحمل المئات من جهاديي” داعش” شرقي الفرات إلى مواقع أخرى ليبقى خطر اندلاع المزيد من الحروب في المسارح الجديدة تهديداً كبيراً للسلام العالمي.

جاءت قوات البنتاغون إلى العراق عام 2003 بنيّة البقاء، وبحسب المتحدث العسكري باسم كتائب “حزب الله العراق” جعفر الحسيني هناك 34 ألف جندي أمريكي في العراق يقومون بعملياتهم من 31 قاعدة، تشمل هذه القواعد “سبع قواعد خاصة للطائرات المقاتلة وست قواعد لأغراض ومهام استخباراتية”، وتقوم قوات البنتاغون بعمليات عسكرية على طول الحدود العراقية– السورية، وأن  روسيا تدرك تماماً ما يجري، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة لتنظيم “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى!.

وبحسب الخبير الأمني العراقي كاظم الحاج، هناك أكثر من 1000 إرهابي من “داعش” يعملون من القواعد الأمريكية في البلاد، وتقوم قوات الجيش الأمريكي بإعداد وتدريب ميليشيات “داعش” في وادي حوران في محافظة الأنبار بهدف تنفيذ هجمات إرهابية وزعزعة الأمن في العراق، كما تقوم قوات البنتاغون بتدريب إرهابيي “داعش” في محافظة الأنبار بعد نقلهم من سورية إلى العراق، حيث يمكنهم التنقل بسهولة ذهاباً وإياباً عبر الحدود بين البلدين، ويعتمد ذلك على المكان والغرض الذي تعتزم الولايات المتحدة استخدامهم فيه.

ويتضمن برنامج الولايات المتحدة إدامة الصراع ونشر الفوضى في كلا البلدين، كذريعة لبقاء قوات البنتاغون حيث يمكن استخدامها في البعثات العاملة في المنطقة. ويعتقد الحاج أن انسحاب ترامب من سورية ليس إلا خدعة، قائلاً إنه يجهز “داعش” ومن هم على شاكلته من الإرهابيين للقيام بأعمال عدائية في كلا البلدين.

وقد عثرت القوات العراقية في السنوات القليلة الماضية على مخابئ كبيرة للصواريخ الأمريكية وغيرها من الأسلحة الثقيلة في المنطقة التي كان يستولي عليها “داعش”. وتمّ نقل العشرات من شاحنات البنتاغون التي تحمل المئات من إرهابيي “داعش” شرقي الفرات إلى مواقع أخرى، في حين تتظاهر ما يُسمّى “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، إلى جانب القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والفرنسية بمحاربة مقاتلي “داعش” في سورية.

من جهة أخرى، تمنع القوات الأمريكية وإرهابيو “داعش” المدعومون من الولايات المتحدة في قاعدة البنتاغون العسكرية وما حولها في سورية، اللاجئين السوريين من مغادرة مخيم الركبان من خلال ممرات إنسانية أنشأتها روسيا لهذا الغرض.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تمّ إغلاق مخارج المخيم، لأن الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة يهاجمون المخيم  ويهدّدون اللاجئين الراغبين بالمغادرة “بالسجن أو الموت” في حال محاولتهم المغادرة. وأضافت: “في الوقت نفسه، إمكانية خروج المقاتلين الأجانب من المنطقة البالغ طولها 55 كيلومتراً إلى الأردن والعراق ليست مقيّدة، بينما تمّ نقل إرهابيي “داعش” وأسرهم إلى مخيم الركبان من الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث تقود “قوات سورية الديمقراطية” الموالية للولايات المتحدة قوى ما يُسمّى بـ”حرب النصر ضد آخر بقايا داعش” في سورية.

ويحتجز إرهابيو “داعش” المدعومون من الولايات المتحدة زهاء 40،000 لاجئ في مخيم الركبان كدروع بشرية، ويمنعونهم من المغادرة.

وفي مقابلة أجرتها صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” الألمانية مؤخراً، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “إسرائيل بالمغامرة” الخطيرة في سورية. وعندما سئل عما إذا كان يرى بوادر صراع عسكري محتمل مع “إسرائيل”، قال: “لا يمكننا استبعاد الاحتمال”، وأن المستشارين العسكريين الإيرانيين موجودون في سورية بدعوة من دمشق لمساعدة الحكومة السورية في القضاء على “داعش” وغيره من الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، اتهم ظريف “إسرائيل” بإثارة حرب محتملة بين البلدين، محذراً نظام نتنياهو من أن يكون “انتحارياً”، مشدداً على أن “العصابة نفسها” المتورطة في العدوان على العراق وسورية هي “وراء الأمر مجدداً”. وأضاف ظريف: “يحاول المتطرفون في نظام ترامب أن يخلقوا الشيء نفسه، وأعتقد أنهم سيفشلون، وفي نهاية المطاف سوف يسود الحسّ السليم، وسيكتشف الجميع أن الدخول في حرب مع إيران أمر انتحاري”.

ويعتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي” أن “الصين وروسيا” وبلداناً أخرى “تتصدى لسياسة الولايات المتحدة… نتيجة تغيّر الظروف العالمية مقارنة بالماضي”، مضيفاً: تستند الجمهورية الإسلامية  في قراراتها على مبادئ الاستقلال والمصالح الوطنية، ولا  تعتمد طهران في سياساتها على وجهات نظر القوى العالمية.

في الواقع تستهدف واشنطن إيران، روسيا، الصين، فنزويلا ودولاً أخرى لتغيير أنظمتها، لذا يبقى خطر اندلاع المزيد من الحروب في المسارح الجديدة تهديداً كبيراً للسلام العالمي.