الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أديب فتال.. أغلى الفنون أصدقها

 

افتتح مساء الاثنين في صالة فاتح المدرس للفنون الجميلة معرض الفنان التشكيلي أديب فتال ضم عددا من أعماله المنفذة بأقلام التلوين “الفلوماستر” على الكرتون، رسم عددا من المشاهد والأماكن من المدن التي زارها وتعرف عليها وتخيل بعضا منها، وتتميز تجربة الفنان بالفرادة والفطرية الصادقة والغزارة، وقلما يحقق هذا النوع من الفنون التشكيلية مكانته في الحياة الثقافية والتشكيلية باعتبارها غير منافسة وتتصف بالعاطفية، وخارج دائرة الربح واهتمام القائمين على سوق اللوحة وترويجها. ربما تذكرنا تجربة الفنان فتال بأعمال الفنان الدمشقي الفطري أبو صبحي التيناوي التي حققت شهرة واسعة بعدما اكتشف الآخرون قيمتها الفنية، واليوم تدخل لوحات فتال هذا الباب برحابة لما تحققه من أعمال وقبول، فقد استطاع بلوحته أن يرسم جوانيته الصادقة ببراعة وخبرة وطفولة واضحة لا تزال تنتج بحواسها وتدفع رجلا في عقده الخمسين بحماسة المحب للون والخط، إلى التعبير عن عشقه للفن حيث أوجد لغة أكثر تعبيرا وتأكيدا لفكرته وحكايته عن تلك المدينة التي يرسم مساجدها وكنائسها وعماراتها وأهلها، ويذهب بعيدا في التفاصيل الصغيرة للأحياء والبيوت ونوافذها وستائرها، يعيش تفاصيلها المحببة ويرسمها مملوءة بالسلام والحب، إنه الطفل الذي لا يكبر.. يرسم ويصيبنا بعاطفتنا بمفرداته الصغيرة المطرزة بشغفه ووداعته. فنان حقق معرضا يتفوق على عديد المعارض التي شهدتها صالات العاصمة واتسم بعضها بالملل والاستعراض الساذج، وربما وقع منها في خانة الفن الكاذب والساذج خاصة تلك التي تدور في دائرتها المغلقة وإعادة تدوير تجارب سبقتها منذ زمن بعيد، وتطل علينا عبر صالات المراكز الثقافية مدججة بحملاتها الفيسبوكية وادعاءاتها التلفيقية..! يكفي القول أن معرض أديب فتال هو من أصدق المعارض وقد أحرج وتفوق أيضا.. وحسبي أن أغلى الفنون أصدقها.

أكسم طلاع