صحيفة البعثمحليات

بحجم المكرمة

قدّم المرسوم 69 للعام 2019 الخاص بالمستنفذين الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد منذ أربعة أيام فرصة ذهبية لحوالي 100 ألف طالب وطالبة لتسوية أوضاعهم والعودة إلى حضن الجامعة من جديد لاستكمال تحصيلهم العلمي في المرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا، والمميز في المرسوم أنه أعطى تسهيلات إضافية للطلبة العسكريين الذين تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بخدمة الوطن لإيمانهم بحتمية الانتصار.
حالة الفرح الطلابي التي لا توصف لحظة صدور المرسوم، نأمل أن تستكملها وتلاقيها إدارات الجامعات بإجراءات سريعة وتسهيلات كبيرة توازي أهمية المرسوم، بخصوص آلية إجراء الامتحانات شكلاً وكذلك مضموناً، بعيداً عن التعقيد والمزاجية بوضع الأسئلة وتصحيحها، فقد ثبت أن الأسئلة التعجيزية من خارج المنهاج والمزاجية في التصحيح والخلل في العلاقة بين الأستاذ والطالب هي من الأسباب التي أدت إلى استنفاذ الآلاف من الطلبة دون أن تتخذ الجامعات أي إجراء يردع هؤلاء الأساتذة وينصف الطلبة الذين عانوا من ظروف صعبة خلال سنوات الحرب، كانت سبباً أيضاً في ما وصلوا إليه من ضياع كاد ينهي حياتهم الجامعية.
ولعل من كان يتابع الصفحات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهمومهم ومشكلاتهم، قبل صدور المرسوم يلاحظ بوضوح مقدار الألم الذي كانوا يعانون منه، وحالة الإحباط لدرجة اليأس التي وصلوا إليها جرّاء قرارات لم تراعِ وضعهم ومصلحتهم العلمية!
الطلبة على اختلاف تخصصاتهم العلمية لا يطلبون المستحيل من إداراتهم الجامعية، هم ينشدون العدالة في الامتحانات، والرحمة في القرارات الارتجالية التي سبب بعضها كوارث نتيجة الظلم الذي لحق بهم! على أن يؤخذ برأي طالب الجامعة في القضايا المصيرية المفصلية بحياته الجامعية، فهل هذا بمستحيل؟!
بالمختصر، نبارك لطلبتنا مكرمة سيد الوطن الذي لبى نداءهم، وكلنا أمل أن يقابلوا ذلك بمزيد من الاهتمام وبذل الجهد المضاعف لاستكمال حياتهم الجامعية بجد واجتهاد، والاعتماد على قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق النجاح ليكونوا جاهزين للمشاركة بسواعدهم القوية وفكرهم النيّر بمرحلة إعادة الإعمار، فهم الرافعة الحقيقية لها بكل مجالاتها.

غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com