صحيفة البعثمحليات

رغم التحديات والمبررات.. مشروع مجمع معالجة النفايات المنزلية ضرورة بيئية لا تحتمل التأجيل

اللاذقية  – مروان حويجة

لن يحمل المدى المنظور أي مؤشرات للمعالجة البيئية  المطلوبة وفق ما هو مخطط لها لتتمكن محافظة اللاذقية من تخطي ملفها البيئي الشائك المزمن الناجم عن مشكلة التعثر في معالجة المخلفات المنزلية الصلبة؛ لأن هذه المعالجة المرتقبة المنتظرة طويلاً للنفايات المنزلية الصلبة تشكل   بيئياً معقداً وعالقاً ومدوراً  منذ سنوات،  وهذا التدوير الزمني لن ينتهي مالم يتم إنجاز المجمع البيئي للنفايات الصلبة  الذي تم تحديده في  موقع قاسية ليكون بديلاً عن المكب الحالي على شاطئ  البصة، وبحسب المعطيات فإن المكب الجديد يحتاج سنوات عدة  قادمة ليعاد تأهيله و تجهيزه إنشائياً وفنياً وتقنياً ليصار ممكناً حينها الإغلاق النهائي لمكبّ البصّة والتخلص من  آثاره البيئية الناجمة عن الرمي العشوائي للقمامة.

ما يعني أنّ هذه المشكلة البيئية المزمنة بتداعياتها على البيئة والسياحة والزراعة لا تزال قائمة في موقع شاطئي تجمد لعقود استثمارياً وإنتاجياً وسياحياً واقتصادياً برغم أنه شاطئ موصوف بسياحي وشاطئي بامتياز توضعاً وإطلالة وامتداداً لمحاذاته  الواسعة على مد النظر للبحر، ومع ذلك كله بقي ملفاً بيئياً شائكاً معلقّاً ومعقداً استعصت معالجته لسنوات طويلة على المؤسسات المعنية، ولم تحمل إليه الدراسات الكثيرة وورشات العمل والبرامج المحلية وغير المحلية أي حلّ ملموس، بل كانت كل دراسة تطوي ما قبلها منذ سنوات طويلة.

ومع أنّ هذه البقعة كان لها  قصب السبق في طرحها كمشروع سياحي قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً متقدمة بذلك زمنياً على أي سوق للاستثمار السياحي كونها كانت متداولة استثمارياً منذ ثمانينات القرن الماضي ما دفع المعنيين حينها للتفكير أولاً وقبل كل شيء بمعالجة هذه المشكلة البيئية التي طال أمدها الزمني جراء تدوير  المشروع عاماً بعد آخر، وخلالها تراكمت المخلفات لأنها فاقت كمياتها  الطاقة المتواضعة جداً في معالجة الكميات المرمية ناهيك بدائية طرق المعالجة حينذاك ما فاقم المشكلة وجعلها  تتفاقم لتصبح  مشكلة بيئية؛  لأن  تحديد الموقع الجديد للمكب  البديل استغرق  سنوات من البحث عن هذا الموقع  لتأمين  المساحة المطلوبة وباشتراطات بيئية لم تتوافر في عدة مواقع جرى البحث عنها ومعاينتها إلى أن استقر الأمر على موقع “قاسية ” الذي بدوره استغرق سنوات لمعالجة موضوع الاستملاك والإشغالات ومن ثم الانطلاق المتأخر بتأهيل الموقع الجديد الذي يستغرق عدة سنوات قادمة كحدّ أدنى إنشاء مشروع مطمر النفايات المنزلية والصلبة في موقع “قاسية ” في محافظة اللاذقية.

وسيشكّل المشروع حين إنجازه حلاًّ مطلوباً وفعلياً لأحد أشد التحديات البيئية الكأداء التي تواجه محافظة اللاذقية. وإذا كان مشروع المجمع البيئي الجاري العمل عليه فإن المدة الزمنية التي يستغرقها وما يتطلبه من مستلزمات وتجهيزات وتكاليف ينبغي أن تؤخذ في الحسابات البيئية والزمنية لجهة إعطاء المشروع أولوية في التنفيذ والإنجاز برغم التحديات الناتجة عن الظروف الراهنة بما يدعم  التوجّه البيئي والخدمي والسياحي بنقل مكبّ البصّة بعيداً عن الشاطئ، وفي هذا السياق أوضح مدير الخدمات الفنية في اللاذقية المهندس وائل الجردي لدى سؤاله في مجلس المحافظة عن تأهيل مكب البصة أنه بما يخص مكب البصة فقد تم رصد مبلغ 300 مليون ليرة سنوياً لطمر 1000 طن من النفايات اليومية في مكب البصة الذي سيغلق بالكامل عند الانتهاء من مكب قاسية. ويواجه هذا المشروع تحدياً يتعلق بارتباطه بمحطات معالجة متنقلة تؤثر على مسار تنفيذه، وأياً كانت العقبات فإن التغلب على التحدّي البيئي المزمن  في اللاذقية رهن بإنجاز هذا المشروع ما يحتم  الإسراع بتجهيز  المطمر البديل للنفايات المنزلية والصلبة  بوصفه ضرورة بيئية وتنموية وصحية مستعجلة لا تحتمل الانتظار أكثر.