صحيفة البعثمحليات

“المستقرضات” تنعش آمال المزارعين وتسد رمق السدود

 

السويداء- رفعت الديك
أنعشت الأمطار التي هطلت في الأيام الأخيرة آمال المزارعين بواقع زراعي أفضل، وأعادت بالذاكرة الفلاحين إلى سنوات سابقة، حيث كانوا ينتظرون ما تسمى أيام “المستقرضات”، وهي الأيام الثلاثة الأولى من آذار، والتي يأملون منها هطولات مطرية وثلجية كبيرة رغم الأضرار التي سببتها تلك الأمطار والتي حولت الشوارع إلى مستنقعات وبحيرات صغيرة مسببة أزمة حقيقية لكافة الآليات، ناهيك عن دخول المياه إلى كثير من المنازل في المدينة بسبب طبيعة المحافظة الجغرافية المنحدرة غرباً، وعدم استيعاب المصارف المطرية لكميات المياه الناجمة عن الهطل، وانسدادها ببعض الأماكن نتيجة جرف المياه للردميات في طريقها، إضافة إلى وجود بعض المساكن تحت مستوى الطرقات؛ وهذا ما أدى إلى فيضانات ضمن منازلهم كما يقول رئيس مجلس المدينة المهندس بشار الأشقر.
بدوره أشار مدير الموارد المائية في السويداء نبيل عقل أن هطل الأمطار غير المسبوق أدى إلى جريان جميع الأودية في المحافظة حتى الأودية والأقنية التي لم يسبق أن جرت المياه ضمنها في سنوات سابقة، لافتاً إلى أن جريان الأودية المغذية للسدود أدى إلى ارتفاع مناسيب تخزينها والذي تجاوز ١٣ مليون متر مكعب، مشيراً إلى أهمية هذه الأمطار نظراً لما تعانيه سدود المحافظة من نقص واضح في تخزينها الأعظمي والبالغ ٦٩ مليون متر مكعب؛ وذلك نتيجة عدم وصول وارد مائي مناسب خلال الموسم الماضي.
زراعياً شجعت الأمطار المزارعين على استكمال عمليات الزرع وأنعشت آمالهم بموسم زراعي جيد، كما يقول المهندس أيهم حامد مدير الزراعة الذي أشار إلى التأثير الإيجابي لتلك الهطولات على المزروعات وخاصة الحقلية منها، كالقمح والشعير، إضافة لما لها من تأثير على الأشجار المثمرة وخاصة في هذه الفترة؛ لأنها تزيد من مخزون التربة من الرطوبة وتعمل على تميز البراعم الثمرية لتلك الأشجار.