أخبارزواياصحيفة البعث

تصاعد «المعركة» بين ترامب ونتنياهو؟؟

 

د. مهدي دخل الله

من يلبي مصلحة إسرائيل.. حكامها أم حكام الولايات المتحدة؟..
سؤال يطرح من جديد في حقبة ترامب – نتنياهو بعد أن كان منسياً منذ عهد نيكسون وكيسنجر. في أعقاب حرب تشرين 73 حصل جدال شهير بين كيسينجر وغولدا ماير. قال لها عندما انتقدته بسبب تحضيره «لسلام الذل الكامبديفدي»: أنا يهودي (صهيوني) مثلك. أجابت بسخرية: نعم لكنك يهودي ألماني، أما أنا فيهودية بولونية. أرادت من ذلك الإشارة إلى ما فعل الألمان بالبولونيين وأنها أدرى بمصالح كيانها منه…
اليوم يقول ترامب لنتنياهو دعماً  «لصفقة القرن» : أنا أعرف مصالح إسرائيل أكثر منك. يرد نتنياهو: لا أحد يعرف مصالح كياني مثلي..
أخذ هذا التسابق على مصلحة الكيان منحى جديداً. سلاح ترامب هو التركيز على فساد نتنياهو لإضعافه في الانتخابات القادمة. أما حاكم الكيان الصهيوني فإنه يركّز على الصراع بين ترامب والكونغرس. القنبلة التي فجرها محامي ترامب السابق كوهين في الكونغرس تأتي في سياق هجوم الحاكم الصهيوني على الحاكم الأمريكي. فمن المعروف أن «اليسار الأمريكي»، أي الديمقراطيين، كانوا دائماً أقرب إلى «اليمين الصهيوني»، بينما الجمهوريون أقرب إلى «اليسار» الإسرائيلي… (مع الاعتذار على استخدام هذه المصطلحات المجازية)..
والحقيقة أن مصطلح يمين ويسار لا يليقان بالكيان الصهيوني، ولا يظهران الاختلاف النمطي بين الصهاينة في تعاملهم مع قضايا الصراع العربي – الصهيوني. لذا لابد من استخدام مصطلحات أخرى..
ينقسم حكام الكيان إلى قسمين، جغرافيين وهيمنيين. الجغرافيون لا يريدون إعطاء الفلسطينيين شبراً من أرض فلسطين حتى لو خاصمهم العرب مليون عام، فالجغرافيا تحتل الأولوية عندهم. من هؤلاء شارون ونتنياهو وغولدا ماير وغيرهم، أما الهيمنيون فيرون أنه من الممكن استغلال ضعف العرب وتمزقهم وإرضاء الفلسطينيين بقطعة أرض صغيرة لإنشاء دولة تحت وصاية اسرائيل وصاية تامة، مقابل التطبيع وما هو أكثر من التطبيع، الهيمنة على العرب من قطر حتى المغرب..
يقول ترامب لنتنياهو: أعطي العرب قطعة صغيرة من الأرض تحت وصايتكم لأنهم اليوم ضعفاء، وقد يصبحون أقوياء غداً، وبذلك نهيمن على العرب من المحيط الى الخليج. يرد نتنياهو: لماذا أعطيهم من (ما يدعي أنه أرض إسرائيل) ما داموا ضعفاء، ينبغي أن نعزز إضعافهم، لا أن نعطيهم ولو فتاتاً؟؟..
المشكلة الأساسية كانت بالنسبة للتيارين كليهما سورية والمقاومة.. فهل بقي من يتساءل لماذا هذا العداء الوحشي لسورية؟؟.
إن هدف نتنياهو اليوم هو السيطرة على العرب دون إعطائهم شيئاً، وإذا نظرنا إلى وارسو وإلى دعم السعودية للتطبيع في مؤتمر عمان للبرلمانيين العرب نرى أن نتنياهو ينجح في مسعاه…
السباق بين ترامب ونتنياهو على مصلحة الكيان لا يهمنا نحن العرب كثيراً، لكن العلم بالشيء ضروري لفهم السياسة الدولية، أما ما يهمنا فهو كيف يمكن أن ننتصر والعرب مخترقون والفصائل الفلسطينية نفسها متفرقة ومتصارعة؟؟..

mahdidakhlala@gmail.com