صحيفة البعثمحليات

بذار القمح لم تنبت.. والمسؤولية ضائعة

 

القنيطرة – محمد غالب حسين
استغرب فلاحو قرى نبع الصخر وعين الباشا والمربعات وكوم الباشا وغيرها عدم إنبات بذار القمح التي استجرها الفلاحون من فرع القنيطرة للمصرف الزراعي التعاوني من صنف ( دوما 1 ). مدير المصرف الزراعي التعاوني بالقنيطرة لم يجب عن أسئلة الفلاحين الذين حملوا المصرف المسؤولية، واكتفى بالقول: قمنا باستجرار البذار من مركز إكثار البذار في إزرع بمحافظة درعا، والمصرف غير معني بوثوقية البذار أو جودتها أو مدى قابليتها للإنتاش والإنبات.
ونظراً لأهمية الموضوع الذي يلامس محصولاً استراتيجياً، قام فريق علمي من فرع إكثار البذار بمحافظة درعا مع عدد من المعنيين بالشأن الزراعي في القنيطرة بالكشف الحسي على الحقول التي لم تنبت بذار القمح فيها، وخلصت اللجنة أن البذار غرقت من كثرة الهطولات المطرية الغزيرة.
حاورنا كثيراً من الخبرات العلمية الهندسية الزراعية، وطلب أغلبها عدم ذكر الأسماء، لكنها أكدت أن أراضي بلدة نبع الصخر من أخصب الترب بالمحافظة، كما أن فلاحيها يمتلكون خبرات كبيرة بزراعة القمح سواء الزراعة بالعفير أو الخضير. وهناك من أكد أن الغرق يصيب المحاصيل التي تكون في طور الإنبات، أما البذور فلا تغرق، وأي انحباس للمطر، يتيح لها الإنتاش والإنبات.
وهذه الحقائق تستدعي دراسة هذه الواقعة، والوصول للحقيقة، ومعرفة الأسباب لكل ما حصل.
مدير الزراعة بالقنيطرة المهندس شامان الجمعة أوضح أن هذا الصنف من البذار لا يحتمل الفلاحة العميقة، إضافة لزيادة البذار في الدونم الواحد لثلاثين كغ، وهذا أمر لم يعتد عليه فلاحو القنيطرة.
وأشار للأثر السلبي البيئي على الأرض والزراعة لممارسات العصابات الإرهابية المسلحة، قبل أن يحررها الجيش العربي السوري بتطهيرها من الإرهابيين.
رئيس اتحاد فلاحي محافظة القنيطرة على المشيعل غير مقتنع بغرق البذار، فمهما كان المطر غزيراً، لن تغوص البذار في رمال بباطن الأرض، مشيراً إلى أن سعر الطن الواحد من بذار القمح يبلغ مئة وثمانين ألفاً، مطالباً الجهات الوصائية بتحديد المسؤولية، والتعويض على الفلاحين الذين اشتروا بذاراً محسنة موثوقة من المصرف الزراعي، وتبلغ نسبة الإنبات 7% فقط.