الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو تحذّر من نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا

 

لا تزال تداعيات انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، تلقي بظلالها على الساحة العالمية عموماً والأوروبية على وجه الخصوص، ولاسيما أن هذا الانسحاب يهدّد بخطر نشوب سباق تسلح جديد في عالم يقف حالياً على فوّهة بركان بفعل الأزمات التي تجتاحه.
وبما أن الانسحاب الأمريكي من المعاهدة يعني بالمحصلة إمكانية أن تقوم واشنطن بتعزيز حضورها الصاروخي في القارة الأوروبية، فقد صرّح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف بأن موسكو ستردّ على نشر الصواريخ الأمريكية هناك بنشر صواريخ تغطي بها أوروبا بأكملها.
وقال أنطونوف في كلمة له بمركز ستيمسون للخبرات في واشنطن: “نعرب عن قلقنا الكبير من إمكانية أن يعقب انسحاب واشنطن من معاهدة نزع الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى نشر صواريخها على أراضي حلفائها الأوروبيين.. هذه مسألة مهمة جداً، وأريد أن ألفت اهتمامكم إليها، حيث سنضطر في هذه الحالة لنشر صواريخنا التي ستغطي كل أوروبا”.
وتابع: “من المهم إدراك الطرف الخاسر بعد انهيار المعاهدة.. هذا الطرف هو الدول الأوروبية”، مشدّداً على أن روسيا وأوروبا، ستواجهان عندها تحدياً أمنياً جديداً، ومؤكداً “ضرورة تجنّب ذلك”.
ورغم ذلك لم يقفل أنطونوف الباب، بل أعرب عن رغبة بلاده باستئناف الحوار مع واشنطن على مستوى وزيري الدفاع والخارجية، وتابع: “أودّ أن يزور وزير خارجيتنا سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو الولايات المتحدة والجلوس على طاولة المفاوضات مع الشركاء الأمريكيين لاستئناف الحوار بصيغة 2 زائد 2″، واصفاً الأمر بالمهم جداً.
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول مرسوماً يقضي بتعليق العمل بمعاهدة الصواريخ المذكورة، ردّاً على تعليق الإدارة الأمريكية المعاهدة الشهر الماضي.
وفي السياق، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الولايات المتحدة التي تتخذ قرارات من جانب واحد بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ومن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة، وبالتالي تشكّل تهديداً لأمن الدول الأوروبية.
وقال فولودين خلال اجتماع للجنة البرلمانية الروسية الإيطالية الموسّعة: إن على “البرلمانيين الأوروبيين أن يكون لهم رأي في الدفاع عن مصالح أوروبا السيادية”، داعياً إلى “إيلاء المزيد من الاهتمام بمنطقة جنوب البحر المتوسط مع الأخذ في الاعتبار التهديدات المنبثقة من شمال افريقيا والشرق الأوسط التي تؤثر بشكل مباشر في أمن أوروبا”.
في الأثناء، أعلن مجلس الاتحاد الروسي عن إمكانية التوصل إلى صيغة جديدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في حال انضمام المزيد من الدول إليها.
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس فيكتور بونداريف: “إن الصيغة الحالية للمعاهدة قديمة العهد، حيث مضى أكثر من 30 عاماً على توقيعها، وفي هذه الفترة قامت العديد من الدول بتطوير أنواع من الأسلحة المحظورة، وأعتقد أنه يمكن إصدار صيغة جديدة للمعاهدة تشمل المزيد من الدول، وهو ما اقترحته روسيا في وقت سابق”.
وفي إطار الحديث في الغرب عن اهتمام روسيا مؤخراً بامتلاك أسلحة حديثة وتطوير ترسانتها العسكرية، أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن روسيا ترفض الحرب وأن سعيها لامتلاك أسلحة حديثة وفعّالة هو للردع فقط، مضيفاً: إن الغرض من الترسانة النووية الروسية هو “ضمان الأمن القومي الروسي والردع”.
وشدّد ميدفيديف على أن امتلاك الأسلحة الحديثة والفعّالة هو أمر متجسّد في العقيدة العسكرية التي هي بطبيعة الحال دفاعية.
وحول العقوبات الأوروبية على روسيا أكد رئيس الوزراء أن تأثير هذه العقوبات “صفر”.
وفي السياق ذاته، أوضح ميدفيديف أن مشروع السيل الشمالي 2 يقلل من مخاطر عبور إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.