صحيفة البعثمحليات

تحديــــات تواجـــــه المهـــــن البحريــــة علـــــى حســـــاب مردودهـــــا وانتشـــــارها

 

 

اللاذقية – مروان حويجة
تكتسي المهن البحرية والحرف اليدوية التراثية الملاحية طابعها المهني المادي التقليدي بالتوازي مع إطارها التجديدي بما يمكنّ من التوسع بمزاولتها احترافياً على مرّ سنوات وعقود طويلة لم تستطع أن تطوي معها مشغولات ومصنوعات يدوية تتميز بالتجدد في الإطار التراثي والتشغيلي والحرفي الذي لم تخرج عنه برغم كل التحديات التقنية؛ لأن المشغولات الحرفية اليدوية لا تطرح الكم على حساب النوع، كما أن المنتجات اليدوية مادتها طبيعية خالصة وشاغلها حرفي يبدع بعقله وأنامله. وتتميز الحرف التراثية البحرية بروح إبداعية تنبع من غنى البحر بكنوزه ومحتوياته التي يجد فيها الحرفي الاحترافي مادته الإبداعية، ولعلّ أكثرها استقطاباً وعراقة وإبداعاً هي الصيد البحري وتطعيم الصدف البحري على الخشب وغيرها من حرف لها مقومات ترتبط بالبيئة البحرية وبمهارة وفن مزاولتها، حتى إن الكثيرين يجدون في هذه المهن أهم وأعرق الصناعات التراثية، وهناك في مقابل المهن الملاحية التراثية المهن البحرية المرخص لها؛ لأنّ مزاولي المهن الملاحية والبحرية هم بحارّة وعددهم كبير وفي تزايد مستمر، يزاولون عملهم في القطاع البحري الخاص. ومن الطروحات التي تدعم مزاولة المهن البحرية إيجاد هيكلية ناظمة لعملهم كقطاع خاص، وضبط وتطوير وتنظيم بيئة العمل البحري، ولاسيما أن البحّارة هم مزاولو مهن بحرية على متن السفن وفي خدماتها، وهم في حركة تنقل وسفر دائم، ومن الممكن وضع هيكلية تنظيمية وإدارية لمزاولي المهن البحرية أسوة بغيرهم من ممارسي مهن مشابهة ممن ينضوون في جمعيات متخصصة، ولاسيما أن البحّارة هم من يزاول المهنة البحرية في البحر وعلى ظهر السفن ومن شأن دعم هذه المهن والتجديد فيها أن ينعكس على مختلف خدمات ومقومات وآليات العمل البحري والملاحي.
وأما حرفة الصيد البحري فلا تخلو من شجون وهموم تلقي بظلالها على مزاولي هذه الحرفة التي تثقل كاهل المشتغلين فيها بأعباء وتكاليف ناجمة عن ارتفاع أسعار وتكاليف أدوات ومستلزمات الصيد التي باتت تشكّل عبئا ثقيلاً على الصيادين الذين يفصحون عن تخطي عتبة التكاليف بكثير عن طاقتهم وقدرتهم جراء الارتفاع المضاعف في أسعار المستلزمات مرات عديدة، ورغم ذلك فإنهم مضطرون للحصول عليها وتأمينها بصعوبة وعن طريق الاستيراد؛ لأن بعضها غير متوفر محلياً / شباك – سنانير – زعانف – خيوط النايلون بقياسات مختلفة – أدوات الغوص وغيرها /. وهذه تعدّ من أبسط الاحتياجات المفترض توفيرها من خلال منشآت لتصنيعها؛ لأن قطاع الصيد البحري نشاط ملاحي وإنتاجي ويشكل مصدر عيش ودخل لعدد كبير من الصيادين وأسرهم؛ ولذلك يأمل الصيادون أن يتم توريد هذه المستلزمات بشكل دقيق ومنتظم وبأسعار مقبولة دون وجود حلقات وسيطة، مع أولوية وضرورة ضبط التداول العشوائي لكل منتجات الأسماك كونها شديدة الحساسية وسريعة التأثر بعوامل الطقس، وضرورة تطوير وتأهيل سوق السمك وتحويلها إلى سوق نموذجية بمواصفاتها ومعاييرها.