صحيفة البعثمحليات

مقترح تشجير الصحراء السورية بأشجار عراقية يصطدم بالمراعي بعد التحرير “هيئة البادية” تستأنف عملها لإطعام وري القطعان والمقابل 10 ليرات 

دمشق – فداء شاهين

يبدو أن المقترح الذي تقدمت به إحدى الفعاليات الزراعية العراقية العام الماضي حول التعاون مع وزارة الزراعة “مديرية الإنتاج النباتي” لتشجير الصحراء السورية بأشجار مقاومة للجفاف لم يلقَ الاهتمام في ظل أن البادية مخصصة للمراعي الطبيعية.

مدير الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية المهندس محمد الحسين الطماس بين أن منطقة البادية التي تشكل 55% من مساحة القطر هي أراضٍ مخصصة للمراعي الطبيعية ضمن القانون 62 الناظم لحماية أراضي البادية الذي يمنع الفلاحة والزراعة إلا لمشاريع الرعي فقط، علماً أنه يوجد محميات رعوية تزرع بنباتات رعوية، مثل الرغد والروثة وغيرها.

ومع عدم وجود أرقام دقيقة للقطعان التي تستفيد من المراعي، إلا أن  وضع البادية بحسب ما أوضحه الطماس لـ”البعث” أصبح ممتازاً جداً نتيجة الأمطار، وبعد قيام الجيش العربي السوري بتحرير البادية من الإرهابيين استأنفت الهيئة نشاطها وعملها  في موضوع تقديم الخدمات للثروة الحيوانية في البادية وتأمين المياه المجانية من 373 بئراً للثروة الحيوانية، إضافة إلى تجميع مياه الأمطار، علماً أنه يوجد 59 محمية موزعة على 9 محافظات، ومحميات أخرى بمشاركة الجمعيات، والهدف إعادة الغطاء النباتي للبادية، وتأمين الأعلاف الخضراء للثروة الحيوانية في فترة الربيع والخريف حيث يتم تنظيم الرعي للقطعان بأسعار رمزية 10 ليرات عن الرأس الواحد تعود لخزينة الدولة.

وكان مسؤول مشروع “فدك” للإنتاج الزراعي والحيواني في العراق المهندس الزراعي مصطفى عنبر قد أوضح لـ”البعث”عن مبادرة طرحت لتبادل التعاون مع مديرية الإنتاج النباتي في الوزارة لنقل بعض نماذج الشتلات والأشجار كمصدات للرياح والفاكهة، على أن يتم إجراء البحوث العلمية الزراعية عليها في سورية لمعرفة مدى ملاءمتها، ولاسيما أنها تتلاءم مع التربة المالحة والجو الصحراوي، في وقت تم  نقل نماذج من سورية من أجل التجارب لتعميم زراعة الفستق الحلبي في منطقة النجف الأشرف.

وأشار عنبر إلى أن طبيعة منطقة النجف صحراوية وفيها بحر وتربة ملحية ومياه آبار، وبعد نجاح هذه التجارب سيتم تعميم الزراعة  في العراق حتى الصحراء العربية لزراعة أشجار منها كالبتوس التي يستفاد من ثمارها  وكمصدات للرياح، إضافة إلى الاستفادة من أزهارها في إنتاج العسل، وكذلك أشجار الكوناكاربس وهي هجينة من دولة الكويت ونجحت زراعتها بشكل كبير في المنطقة وتتحمل العطش والجو الحار والتربة المالحة والجفاف.

ولفت عنبر إلى وجود فكرة تعاون مع الخليج العربي لتشجير الصحراء العربية بهذه الأشجار بوضع مادة الجل المرطب على الجذور عند الزراعة من أجل تقوية النمو، وتقليل حاجتها من المياه، وتكفي لريها مرة كل شهر أو شهرين، والهدف إيجاد مصدات طبيعية للرياح وتثبيت التربة والتقليل من العواصف الترابية وتحقيق الخضار في الصحراء.