رياضةصحيفة البعث

الإدارة الاحترافية

 

 

من الجميل إقامة البطولات، وإطلاق النشاطات، إلا أن البعض يصرّ على تسخيرها لمصلحته الخاصة، رغم كل النداءات والتحذيرات والتنبيهات، وهذا كله لا يصب في مصلحة الرياضة، بل على العكس من ذلك، فالغاية من إطلاق النشاط الرياضي لا يتوقف عند مصالح أصحاب القرار الرياضي، بل هو أسمى من ذلك بكثير، والمشاهد اليومية تدل على ما نقول، وهي مملوءة بالأمثلة والأحداث غير السارة!.
ففي العديد من البطولات التي جرت في مختلف الألعاب يتم التهاون مع مدرب خرج عن الروح الرياضية في إحدى المباريات ببساطة متناهية، وعند سؤال أهل الحل والربط عن ذلك يقولون: إنه روح القانون، لكن العالمين ببواطن الأمور يدركون أن الأمر متعلق بتكتيكات انتخابية، حتى لا يخسر اتحاد اللعبة أصوات المدرب وناديه، ولو كان ذلك على حساب النشاط!.
وفي كرة القدم يصدر اتحاد الكرة جدول المباريات، ونقول: بدأ هذا الاتحاد يخطو الخطوات الصحيحة، لكن فرحتنا مقدر لها ألا تدوم طويلاً، فيصدر جدول آخر معدل، وثالث أيضاً، لتعود حليمة إلى عادتها القديمة، فأهل المنافع لن يتنازلوا عن استغلال كل مباريات الدوري مهما كلف ذلك من أمر!.
المشكلة التي لا يدركها هؤلاء الغافلون، أن نجاح بطولاتنا المحلية هو نجاح لمنتخباتنا، وإقامة النشاطات المحلية باحترافية وعدالة بالتأكيد سيكون لها الأثر الكبير على تطور ألعابنا، والارتقاء بها لأعلى المستويات.
من هنا ندرك اللامبالاة التي يتعامل بها القائمون على الرياضة، ولو أنهم مهتمون بما يجري من تفاصيل تتضمن خروقات وتجاوزات لوجدناهم يبادرون إلى تصحيح كل الأخطاء، وتقويم اعوجاج النشاط، وأن كل ما يجري على الساحة الرياضية اليوم سندفع ثمنه غداً، لذلك نتمنى أن نبدأ من الآن بمعالجة هذه الأخطاء والتجاوزات، والاهتمام والجدية بإقامة النشاطات المحلية.
رياضتنا ينقصها العمل الإداري المحترف، فهل نحن قادرون على فعل ذلك، والبدء بالخطوات السليمة منذ الآن؟!.
محمد عمران