اقتصادصحيفة البعث

النساء يستحوذن على ربع بيتي التجار والصناعيين وعلى 35% من قطاع الأعمالرأس المال “الناعم” متحفظ ويلوذ بمظلة الرجل و 14% من المؤسسات العربية تملكها سيدات أعمال

 

تتحرك عادة الرساميل المملوكة لنساء وتدار من قبلهن مباشرة، أو من قبل الرجال ولكن عائديتها للنساء، على نحو متحفظ ومتحوط، فالخوف هو من أهم صفات ما يمكن أن نسميه برأس المال (الناعم). والعمل تحت مظلة أو شبه مظلة الرجل صفة أخرى، فاقتصاد الزوجة والأخت والابنة محكوم عليه أن يستظل بمثل هذه المظلة، فلدى المشاريع النسائية الكثير من الضوابط، لكن أبرزها وأهمها على الإطلاق الاجتماعي على الاقتصادي، فصغر حجم المنشأة النسائية يضعف قدرتها على المنافسة، ثم يأتي نقص التمويل ليكمل الضلع الثالثة في مثلث ضعف مشاريع سيدات الأعمال، التي أتت الأزمة على كثير منها، إلى الحد الذي يصعب معه إعادة إقلاعها، لأنها أسست وانطلقت بما تسميه سيدة الأعمال ميساء دهمان “تحويشة العمر”، ما يستدعي دعماً مادياً ومعنوياً يعيدها إلى الحياة من جديد.

قوة العمل النسائية
تفيد المؤشرات التي خرجت بها مسوح قوة العمل وأجراها المكتب المركزي للإحصاء لعام 2016 بأن توزع المشتغلات من حيث جهة العمل، جاء كالآتي: 0.5% صاحبة عمل، 10% تعمل لحسابها، 88.8% تعمل بأجر، 0.6% تعمل بدون أجر لدى الغير، وهكذا فإن 10% من النساء يعملن لحسابهن، وهو رقم مهم حتى مع غلبة المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر على الاستثمارات النسائية.

ربع بيت التجار
سيدات الأعمال يشكلن رقماً مهماً من بيت التجار “غرف التجارة”، فهناك نحو 25 بالمئة من أعضاء غرفة تجارة دمشق من السيدات، ونحو 200 منتسبة رسمياً للجنة سيدات الأعمال في الغرفة، التي تقول رئيستها صونيا خانجي: إن أغلب هؤلاء يملكن مشاريع ناجحة ومهمة، يصنف معظمها ضمن المشاريع المتوسطة والصغيرة، ويغطي طيفاً واسعاً من القطاعات الإنتاجية والخدمية والترفيهية.
إذا تساوت ظروف وبيئة العمل بين رجال وسيدات الأعمال، فلمن تكون الغلبة؟! ومن يحالفه النجاح أكثر..؟ سؤال تفاجئنا خانجي بالإجابة القطعية عليه: بالطبع سيدات الأعمال، وفي تبرير الإجابة أيضاً: نحن أكثر تدبيراً، وأعلم بالاقتصاد المنزلي، وخوفنا وضعفنا يجعلانا أكثر تحفظاً وتحوطاً، كما أن المرأة غالباً ما تدير منشأتها بطريقة مشابهة لتلك التي تدير بها مطبخها.

يستحوذن على 35% من الأعمال
بشيء من الثقة، تقدر رئيسة اللجنة حصة النساء من إجمالي رساميل قطاع الأعمال في البلاد بـ35 بالمئة، وهي تتوزع على ثلاث قنوات..منشآت مملوكة ومدارة من نساء، وأخرى مملوكة لنساء ومدارة من رجال، وثالثة يسهمن في جزء منها، ولكنها تبدي حسرة، وصمتاً طويلاً، قبل الإجابة على سؤال يتعلق بخسائر المنشآت النسائية جراء الأزمة رافعة سقف التقديرات إلى الحد الذي أكدت فيه تضرر حوالى 80 بالمئة من هذه المنشآت، فالخسارة مزدوجة.. ضياع رأس المال نتيجة فقدان المنشأة، وعدم القدرة على إعادة البناء والإنتاج من جديد.

وخمس بيت الصناعيين..
الصناعيات يشكلن رقماً مهماً في غرفة تجارة وصناعة دمشق وريفها، فهناك نحو 600 منهن يملكن سجلات صناعية، ويمثلن حوالى 20 بالمئة من إجمالي أعضاء الغرفة، إلا أن عدد الصناعيات الفاعلات اللواتي يملكن نشاطاً صناعياً على الأرض يتجاوز عددهن 450. وبالرغم من التنافس شبه الحاد بين الصناعيين ذكوراً وإناثاً، إلا أن رئيسة لجنة السيدات الصناعيات في غرفة صناعة دمشق وريفها مروة الإيتوني تقر بأن كلا الطرفين يواجهان في الغالب المشكلات والصعوبات ذاتها، فالتغيير الدائم وغير المدروس للمناطق والتجمعات الصناعية يضاعف حجم التحديات التي يواجهها المشروع الاستثماري؛ لأن هذا التغيير يستدعي اختلافاً في أجور وأسعار العقارات، وفي تكاليف العمالة وتدريبها، ونقل الآلات وصيانتها، وغير ذلك من هذه التحديات، وترى رئيسة الصناعيات أن إضعاف المناطق الصناعية لحساب نظيرتها السكنية ليس توجهاً صائباً، فالصناعة هي عصب ومحرك التطور والنماء في البلاد، وبدونها لن يستطيع الناس شراء البيوت التي تطرحها المشاريع السكنية للبيع أو الاكتتاب، كما لن يتمكن قاطنو هذه المساكن من الحصول على فرص العمل، وبالتالي فإن تقوية الصناعة هي قوة ونماء للأفراد وللمجتمع وللاقتصاد ككل.

لا مؤشرات دقيقة
وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصاءات ومؤشرات دقيقة عن حجم الأموال المملوكة لسيدات سوريات، فإن ثمة تقارير دورية يصدرها عدد من الجهات العربية والعالمية المختصة كتقرير (أغنى 100 امرأة عربية) و(أغنى نساء العرب)، حيث تخلو عادة مثل هذه القوائم من أية شخصيات نسائية سورية في عالم المال والأعمال. وأصدرت مجلة “فوربس” الشرق الأوسط قبل أشهر قائمة بأغنى 10 سيدات أعمال حول العالم، في آخر تحديث لقوائمها الخاصة بأغنياء العالم، ويصل إجمالي ثروات السيدات العشر إلى 242.9 مليار دولار. وأوضحت المجلة أنه من بين 2208 مليارديرات من الجنسين، هناك 256 مليارديرة يتجاوز إجمالي ثرواتهن تريليون دولار، فيما زادت معدلات ثروات السيدات عالمياً بنسبة 20% قياساً مع العام الفائت.
حمد العمار