دراساتصحيفة البعث

الأكاذيب والجرائم.. السلام والديمقراطية

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع غلوبل ريسيرتش 15/3/2019

باسم “الإنسانية”، و”الحرية”، و”الديمقراطية” يفبرك زعماء الغرب الحقائق، ويخلقون أعداء ليسوا حقيقيين، فالأعداء الحقيقيون هم من يقومون بالاحتكارات علناً لوسائل الإعلام الكبرى، وشركات الأدوية الكبرى، إنهم أباطرة النفط والمنشآة العسكرية الصناعية.
لا يمكننا تحقيق السلام والديمقراطية إذا قبلنا الأكاذيب والجرائم التي تحرمنا منهما، لأن بعض تلك الأكاذيب تشكّل ركائز “الحرب على الإرهاب” الذي هو بحد ذاته كذبة، فتنظيم “القاعدة”، على سبيل المثال، ليس مسؤولاً عن التفجير المتحكم به لمباني مركز التجارة العالمي، وإذا كنت تؤمن بأن الأمر كذلك، يعني أنك تؤمن بالمعجزات والحكايات الخيالية، إنه “إيمان” ملفّق غرسه فينا أولئك الذين يسيطرون علينا جنائياً، أولئك الذين يسعون إلى خلق “حقائق” لا تمت للحقيقة بصلة، ولا توجد أدلة على مصداقيتها، خدمة لأجنداتهم وأعمالهم الشائنة المناهضة للديمقراطية.
في الواقع، لا يتعدى تنظيم “القاعدة” أن يكون كبش فداء يستخدمه الجناة الحقيقيون “كأدوات ووكلاء استراتيجيين” لحماية مصالحهم، ومساعدتهم في تدمير الدول اللاعدائية التي لا تسعى لشن الحروب مثل سورية، وكل ذلك باسم ملاحقة عناصر “داعش” الذين تستخدمهم أيضاً “كأدوات استراتيجية” ووكلاء.
يحتاج أعداء الشعب إلى تحويل الانتباه بعيداً عنهم، حيث تتطلب كافة الأيديولوجيات الفاشية والامبريالية ذلك، لذا يحدثون تفرقة عنصرية، ويخلقون أيديولوجيات عنصرية متطرفة، “نحن” أفضل من “الآخر”، وبالتالي يمكننا تدمير الآخر لتلبية احتياجاتنا التي نتوقعها، كل ذلك تحت شعار الأكاذيب الملفّقة الإضافية: “الإنسانية”، “الحرية”، و”الديمقراطية”.
وبحسب الحكومة الكندية فإن الفكرة القائمة على أن فنزويلا هي “الحديقة الخلفية العالمية” لكندا هي فكرة كلاسيكية عنصرية متطرفة امبريالية وفاشية، وهي فكرة تسعى إلى اختلاق وفبركة “الحقائق” عن فنزويلا للاستمرار بشن حرب اقتصادية إجرامية ضد فنزويلا وشعبها بهدف مواصلة تدمير هذا البلد الذي يقوده الرئيس المنتخب ديمقراطياً مادورو،
الأعداء الحقيقيون الذين يواجهون الكنديين ليسوا القادة المنتخبين ديمقراطياً في كل من سورية وفنزويلا، حيث تم إخفاء العدو الحقيقي عن الأنظار لأنه سميّ وخطير، العدو هو الدكتاتورية المفترسة المضطلعة باحتكار رأس المال التي ترى أن بناء سفن حربية أكثر أهمية من بناء البنى التحتية للطاقة البديلة، الأعداء الحقيقيون هم من يقومون بالاحتكارات علناً لوسائل الإعلام الكبرى، وشركات الأدوية الكبرى، وهم أيضاً أباطرة النفط والمنشأة العسكرية الصناعية، وما إلى ذلك.
هؤلاء هم من يبثون الرسائل السامة المزيفة، بمساعدة وتحريض السياسيين المزيفين الذين يدعون التقدم بمساعدة الجامعات الكاذبة التي تنكر الحقيقة، وتشعل النيران بمن يقول الحقيقة، إننا في الغرب أعداء لأننا لا نفكر بطريقة نقدية، ولا نمتلك فضولاً فكرياً، ونقبل العنصرية المتطرفة، الفاشية، وسوء التصرف الذي يحوّلنا جماعياً إلى ترس في آلة شيطانية.. كما يقول سيمون في رواية “سيد الذباب”: “ربما يوجد هناك وحش، وقد يكون هذا الوحش جزءاً منا”.