زواياصحيفة البعثمحليات

رحلة المليون ميل!!

رغم كل الإمكانات المالية الضخمة التي تمتلكها الجامعات الحكومية والخاصة من عوائد نظامي التعليم المفتوح والموازي، والأقساط الدراسية المرتفعة، لكن يلاحظ أنها لا تستخدم في دعم البنية التحتية ودعم العملية البحثية للطالب والأستاذ.!

الطلبة يسألون: متى تنتهي رحلة “المليون ميل” الخاصة بتحديث وتجديد المخابر وتطوير المناهج الهرمة.. هل ننتظر معجزة؟!

سؤال ساخن كان القاسم المشترك لكل المؤتمرات الطلابية المنعقدة هذه الأيام، وذلك على خلفية تكرار هذا المطلب في كل مؤتمر، وأمام نفس الإدارات الجامعية باعتبارها لا تتغير إلا كل أربع سنوات، ودائماً ما “يهزّ” المعنيون في الجامعات رؤوسهم ويضربون على صدورهم ويعدون بأن المشكلة إلى زوال، وستكون المخابر بأبهى حلة، لكن “كلام الليل يمحوه النهار”.

الغريب أن إمكانية الحلول موجودة؛ فقط تحتاج لجرة قلم، لكن الأغرب أن لا أحد يحرّك ساكناً حتى في الأمور والقضايا التي تحتاج لقرار من داخل الجامعة التي تتمتع بصلاحية اتخاذه! والسؤال هنا: لماذا كانت الإدارات الجامعية تستميت للخروج من عباءة وزارة التعليم العالي، وبعد أن تحقق لها ذلك في ضوء آخر تعديل لقانون تنظيم الجامعات نجدها مترددة باتخاذ القرار الذي يحتاجه ويريده الطلبة، وكأنها تتهرب من تحمل المسؤولية.!

ثمة مشكلة أخرى استعصت على الحل أيضاً، تدل دلالة قاطعة على أن الإدارات الجامعية غير قادرة على السيطرة على بعض الأساتذة لجهة تحكمهم بنسب النجاح التي تصل إلى 5%، وأقل أحياناً طالما لا تروق لمزاج هذا الأستاذ أو ذاك، علماً أن قانون تنظيم الجامعات متشدد بهذا الخصوص ولا يسمح بتدني النسب إلى هذا الحد، ويطالب الإدارات الجامعية بالتدخل الفوري الإيجابي.!

ما فائدة السقف العالي للمداخلات الطلابية بالحقوق المشروعة طالما دعائم الإدارات الجامعية مصابة بالخلل، رغم أن لديها كل الإمكانات والصلاحيات بجعل كل شيء على مستوى جيد يرضي طموح الطلبة ويرتقي بالعملية التعليمية إلى مستوى لائق.؟!

بعيداً عن المطالب، طلبتنا الذين أظهروا وعياً ناضجاً وسعة أفق وقدرة عالية على الحوار والنقد الموضوعي كان أملهم أن يُستجاب لمطالبهم التي ملوا من تكرارها، لكن يبدو أنهم توصلوا لقناعة “فالج لا تعالج”.

ونختم بسؤال: على أية معايير يتم اختيار رؤساء الجامعات في ظل ما نراه من أداء تقليدي روتيني ممل؟!

بانتظار الجواب، مع الأمل ألّا ندخل في انتظار انتهاء رحلة مليون ميل جديدة.!

غسان فطوم

gassanazf@gmail.com