تحقيقاتصحيفة البعث

الأم.. عطاء دون حدود.. ورمز الحياة والصمود

 

 

لا تمل من العطاء، ولا تبخل في تقديم التضحيات، وأغلى ما تملك في سبيل بلدها، وما قدمته الأم السورية عبر التاريخ وخلال سنوات الحرب يؤكد على أنها شعلة من العطاء والتميّز، وفرضت نفسها في مختلف الميادين، فقد صمدت وضحّت بأبنائها في سبيل السيادة، ولم تفرط بدورها كأم، فحافظت على أسرتها، واتجهت إلى العمل، وقاومت وكافحت في سبيل العيش الكريم، وتربية أولادها على حب الوطن، نعم إنها رمز الحياة والعطاء والصمود.

صاحبة الإرادة
اعتبرت الدكتورة رشا شعبان أن الأم هي العنصر الأساس لتشكيل الأسرة، وصاحبة الدور الأساس في التربية الأسرية، فالمرأة التي تحب أسرتها، وتهتم بتربية أبنائها، وتحضنهم، وتزودهم بالزاد العلمي والثقافي، ستجعل أجيال ذلك المجتمع سالمين راشدين، وهذا هو عطاء المرأة، وهو لا يتنافى مع دراستها، وعملها، ودخولها السياسة، وخاصة المرأة السورية، فهي رمز لكل أم شريفة مناضلة في هذا العالم ضد الظلم والجهل والتخلف، وهي عنوان للعزة والشموخ، لأنها أثبتت أنها صاحبة رسالة حضارية منذ أقدم العصور، وكانت خلال سنوات الأزمة التي مرت على سورية منذ عام 2011 على قدر المسؤولية، فقد تابعت عملها في بناء أسرتها، وتعليم أولادها ليكونوا مشاعل نور لمستقبل مشرق، وتحمّلت المصاعب الكثيرة من جراء الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته دول العدوان على سورية، وساهمت في تحصين المجتمع السوري، وزيادة مناعته ضد الأفكار الضالة والمنحرفة التي تسللت خلسة إلى بعض أنحائه، هي المربية في المنزل، ورفيقة الرجل في العمل وبناء الوطن.

نساء مميزات
ونوّهت شعبان إلى أن المرأة السورية في ظل الحرب تعرّضت لتجربة النزوح، وهي تجربة غريبة قاسية على الأسر السورية عامة، وعليها خاصة، ومع ذلك تحمّلت أعباء مضاعفة بالتعاون مع الأب، أو وحدها بسبب غيابه: (الشهيد/الجريح/المفقود)، وقد أثبتت عن جدارة قدرتها على لم شمل الأسرة، وإعالتها، إضافة إلى انضمامها لصفوف الجيش العربي السوري ليس كمسعفة أو مداوية للجرحى فقط، وإنما لساحة الصراع والمواجهة، وشجعت أبناءها ووجهتهم من أجل حماية الوطن والدفاع عنه، فتربية الأبناء ودعمهم روحياً هو من أهم أعمال المرأة.

أم الشهيد
خمس سنوات مرت على استشهاده، وأم غدير لاتزال تسمع صدى صوته، وطيفه يرافقها في كل زمان ومكان، استشهد الشاب غدير، 21 عاماً، في منطقة برزة، وعند سؤالها عن رسالتها في عيدها قالت: حملته 9 أشهر ببطني، وحملته صغيراً في أحضاني، ثم حملته شهيداً، ألمي يزيد بداخلي يوماً بعد يوم على فراقه، ولكني صابرة لأنه حقق أمنيته بالشهادة، وتضيف أم غدير: رسالتي لكل أمهات الشهداء في عيدهم هي الشعور بالفخر والاعتزاز، لأن دماء أبنائنا لم تذهب هدراً، فالجيش العربي السوري يسطّر أروع البطولات لدحر الإرهاب عن وطننا الأم سورية، متمنية الرحمة لكل شهداء الوطن.
رهف شحاذة