الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف: ضرورة مكافحة الإرهاب الكيميائي في سورية

 

انتقدت روسيا مجدداً ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب تجاه سورية، وتجاهله للممارسات الإجرامية للمجموعات الإرهابية حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دول الغرب تتعمد تجاهل استخدام التنظيمات الإرهابية سلاحاً كيميائياً في سورية، مشدداً على ضرورة مكافحة الإرهاب الكيميائي والجرائم المتعلقة باستخدامه في سورية. في وقت أعلنت كازخستان أن اجتماع أستانا المقبل حول تسوية الأزمة في سورية سيعقد نهاية نيسان المقبل في العاصمة الكازاخستانية.

وفيما أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في محاربة الإرهاب بين إيران وسورية، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن القاهرة ودمشق تربطهما علاقات قوية وأن مصر تقف دائماً مع استقرار ووحدة وسيادة سورية. في حين جدد الرئيس اللبناني ميشال عون دعوته إلى العمل جدياً لإعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم مؤكداً أن سورية بدأت تستعيد أمنها واستقرارها.

وفي التفاصيل، قال لافروف في كلمة خلال مؤتمر نزع السلاح بجنيف أمس: شهدنا في سورية أعمالاً إرهابية باستخدام السلاح الكيميائي ولكن من المؤسف جداً أن الدول الغربية تتجاهل هذه الحالات وقررت إدخال تعديلات في آلية عمل منظمة حظر السلاح الكيميائي من أجل تسييس عمل هذه المنظمة وعرقلة نشاطها.

ووجهت الحكومة السورية عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء مجلس الأمن المتعاقبين ولجنة القرار 1540 تحوي معلومات مفصلة وموثقة حول قيام بعض حكومات الدول الداعمة للإرهابيين وخاصة النظامين التركي والسعودي بتسهيل حصول التنظيمات الإرهابية على أسلحة ومواد كيميائية تم استخدامها من قبل هذه التنظيمات ضد المدنيين والجيش العربي السوري في مناطق عدة في سورية.

في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي للصحفيين حول موعد اجتماع أستانا: تقدمت الدول الضامنة إلينا باقتراح يوم 20 نيسان موعداً لها ولكننا لم نتلق تأكيداً وتاريخاً محدداً بعد، وأشار إلى أن اجتماع أستانا سيحتفظ باسمه على الرغم من إعادة تسمية عاصمة كازاخستان بـ نور سلطان وقال: لقد حصلت عملية أستانا على تسميتها لذا فإن صيغتها ستستمر بالتأكيد تحت نفس التسمية ولكن طبعا في عاصمة كازاخستان مدينة نور سلطان.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أعلن يوم الجمعة الماضي عن عقد اجتماع رفيع المستوى في أستانا حول تسوية الأزمة في سورية في نيسان المقبل مشيراً إلى أنه سيتم الاتفاق على الموعد المحدد لاحقاً.

وكان رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، جددوا التأكيد في البيان الختامي لقمتهم في الرابع عشر من شباط الماضي على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة محاربة الإرهاب فيها.

وعقد أحد عشر اجتماعاً بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية فى تموز الماضي أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائيا.

إلى ذلك وصف المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه أمس سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود العلاقات بين البلدين بالممتازة، مشدداً على ضرورة استمرار وتوطيد العلاقات الاستراتيجية بينهما موضحاً أن إيران مستمرة بدعم سورية حتى التوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها عبر الحوار بين السوريين أنفسهم.

واعتبر عبد اللهيان أن استمرار وجود فلول الإرهابيين والقوات الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية يتعارض مع أسس إرساء السلام والأمن في المنطقة.

بدوره أكد السفير محمود أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والغرب على سورية وإيران تتطلب التحرك بخطوات ملموسة لتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري وخاصة المشاريع الاستراتيجية بما يعود بالنفع على البلدين.

وفي القاهرة، ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري في حديث لوكالة الأنباء العمانية أن مصر تدعو على الدوام إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار إليها وتجنيبها وشعبها ويلات الحرب ومخاطر التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن مصر ترحب بعودة سورية للقيام بدورها على الصعيد العربي والإقليمي.

وفي بيروت، قال الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون: إنه لا بد من العمل جدياً لإعادة المهجرين إلى المناطق المستقرة في سورية والتي باتت شاسعة ويمكنها أن تستعيد أهلها، مبيناً أنه لو خصصت عدة دول شاركت في الحرب على سورية 10 بالمئة من تكاليف هذه الحرب على مساعدة المهجرين لكانت حلت مشاكلهم الإنسانية وجنبت العالم المزيد من الأزمات.

من جهته أشار بيدرسون إلى أن من إحدى المهام الموكلة إليه العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى دعم الأمم المتحدة للبنان في المجالات كافة كي يتمكن من مواجهة التحديات الراهنة.

بدورها أكدت الصحفية التشيكية المختصة بالشرق الأوسط تيريزا سبينتسيروفا أن سورية استطاعت إفشال المخططات الغربية لاستهدافها وأصبحت واحدة من الساحات التي يتم فيها تقرير الشكل المستقبلي للعالم. وأوضحت سبينتسيروفا في مقال مطول نشرته أمس على الموقع الالكتروني لقناة بريما التلفزيونية بعد عودتها من زيارة إلى دمشق أنه على الرغم من المصاعب الحياتية القائمة في سورية نتيجة للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب فإنه يمكن مشاهدة الروح الوطنية العالية التي يتمتع ويتمسك بها السوريون في كل خطواتهم.

وأضافت إن السوريين صمدوا بوجه الإرهاب وبوجه مخططات الغرب وبالتالي لديهم كل الأسباب لأن يشعروا بالفخر بصمودهم، مشيرة إلى أن الحصار المفروض على سورية مستمر لأن الغرب لا يعترف بهزيمته وبفشل مخططاته ضدها.