الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

التواصل بين النحل والأسماك

 

استطاع فريق من الباحثين الأوروبيين إحداث شكل من أشكال التواصل بين فصيلتين من الكائنات مختلفتين تماما عن بعضهما البعض، وفي مكانين متباعدين تماما، بل وتدريبهما على اتخاذ قرارات مشتركة، والفضل في ذلك يعود إلى الروبوتات. ونادرا ما يلتقي النحل مع الأسماك في البيئة الطبيعية، ولا يوجد بينهما أي مجال مشترك للتواصل، غير أن مهندسين من الكلية الاتحادية للعلوم التطبيقية في لوزان بسويسرا وأربع جامعات أوروبية استطاعوا إيجاد شكل من أشكال التواصل بين سرب من النحل في النمسا ومجموعة من الأسماك في سويسرا. وبمساعدة مجموعة من الروبوتات، تبادلت الفصيلتان سلسلة من الإشارات فيما بينهما، وبدأتا في تنسيق قراراتهما بشكل مشترك.

وقام باحثون من مختبر الروبوتات الحيوية التابع للكلية بتصميم روبوتات يمكنها الاختلاط مع مجموعات حيوانية مختلفة، بل والتأثير على سلوكياتها، وتمت تجربة هذه الروبوتات مع الصراصير والدواجن وأخيرا الأسماك. وفي إطار هذه النوعية من التجارب، قام أحد الروبوتات بالتسلل وسط مجموعة من الأسماك داخل حوض تجارب ودفعها للسباحة في اتجاهات معينة. ومن الممكن أن تساعد هذه التجربة الباحثين في تطوير آليات فعالة لفهم وتفسير الإشارات الحيوية التي تصدر عن الفصائل المختلفة، على نحو يسمح بفهم أفضل لسلوكيات الحيوان وتعزيز التفاعل بين الانسان والمنظومة البيئية التي يعيش فيها.