زواياصحيفة البعثمحليات

في.. بيئة النظافة

ما بين دوائر النظافة في المحافظات والمؤسسة البيئية تقاطعات قطاعية تفتح الباب على الكثير من الأنشطة، والأهم المسؤوليات التي تمليها طبيعة الأعمال المنوطة بكل جهة، ولاسيما المتعلقة بخدمات النظافة ومعالجة النفايات وتدبير القضايا المرتبطة بسلامة المناخ العام لكل المجالات، ومنها الاستثمارية والمشروعاتية العامة، ليطرح السؤال نفسه لماذا لا يلحق ملف النظافة بمديريات البيئة مادامت تعمل “عامل تنظيفات” في كثير من الأوقات.؟
ومع أن ثمة من يقلب مناحي الواجبات الوظيفية وشجون التقصير فيما يتعلق بالشراكة الحقيقة بين الجهتين، فإن الوقوف على بعض التجارب يعطي مؤشرات على مساحة الأدوار وبعض الهوات التي يلمسها المتابع دون أي جهد مضاعف، لتخرج دائرة إدارة النفايات مؤكدة أن نص قانون البيئة رقم 12 لعام 2012 يهدف إلى إرساء القواعد الأساسية لسلامة البيئة وحمايتها من التلوث، وتحقيق التنمية البيئية، وتحديد المهام المنوطة، وكذلك المهام التي تقوم بها بالتعاون مع الجهات المختصة لمتابعة التنفيذ.
وبالتالي ثمة من يرى بأن دور وزارة البيئة يتجلى بالمراقبة والإشراف على عمليات إدارة نفايات الرعاية الصحية في جميع مراحلها، ومنح الموافقة البيئية لمنشآت النقل والمعالجة، وتأسيس لجنة وطنية تنسيقية مهمتها الإشراف والمراقبة على عمليات الفرز والجمع والنقل والمعالجة.
المفارقة هنا أن “البيئة ” راحت تقوم بالعديد من حملات النظافة المباشرة والميدانية بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية لإزالة التلوث الناجم عن النفايات الصلبة في الأحياء والأنهار والحدائق.
وبناء عليه نسأل أين المشكلة بمرافقة موظفي البيئة لعمال النظافة حتى لو كانت الجهة التنفيذية للإدارة المتكاملة للنفايات هي الإدارة المحلية ممثلة بالمحافظات ومديريات النظافة وإدارة النفايات والبلديات التي تقوم بدورها بتنفيذ ومراقبة أعمال النظافة، حيث يتم تعيين مراقبين فنيين يقومون بمراقبة أداء عمال النظافة.
في الحيثيات لا ننكر التعاون المستمر بين مديريات النظافة وشؤون البيئة من خلال اللجان المشتركة، حيث تشهد السنوات الماضية مساهمة “الجهاز البيئي” بشكل فعال وجيد بالعمل الخدمي عبر المؤازرة من خلال الملاحظات الخدمية والعمل الميداني ليتم معالجتها بشكل فوري، وبموجبه عرفنا أن حضور البيئة المباشر مرحب به وفق هذه الصيغة والآلية مادام يخدم ويطور العمل ويرفع سوية النظافة، مع التأكيد أن (الإدارة المحلية) التي تعمل البيئة تحت إشرافها حكومياً هي المعني الأساسي بإدارة النفايات الصلبة، وتنحصر مهمة تنفيذ العمل والإشراف عليها مباشرة بالمؤسسات والمديريات التابعة. ويأتي دور بقية الوزارات والمؤسسات كمتمم من أجل تطوير العمل. وبناء عليه أين المشكلة في انخراط الطرفين في العمل البيئي والنظافي بكل تفاصيله..؟!

علي بلال قاسم