الصفحة الاولىصحيفة البعث

الانتخابات الأوكرانية..انتهاكات أمريكية وبريطانية فاضحة

 

 

لم تمر الانتخابات الرئاسية الأوكرانية دون أن تكشف الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا وحلفائها في أوروبا، مدى تدخلها الفظ والمباشر في سير العملية الانتخابية، حيث سجّلت السفيرة البريطانية في كييف جوديث غوف، قوانين الانتخابات في أوكرانيا، وذلك بنشرها في تويتر، صورة لها، وهي تمسك استمارة الانتخابات الرئاسية الأوكرانية. وفتحت مراكز الاقتراع في أوكرانيا أبوابها أمام الناخبين، أمس، لانتخاب رئيس للبلاد للمرة السابعة منذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي سنة 1991، حيث يتنافس على كرسي الرئاسة 39 مرشحاً بينهم الرئيس الحالي بوروشينكو. ووفقاً للمادة 71 من قانون الانتخابات الأوكراني، تعتبر الاستمارة الانتخابية، وثيقة رسمية ولكل منها رقمها الخاص بها، ولا يمكن بتاتاً تسليمها لأي طرف لا علاقة له بها، ويحظر بشكل صارم أخذ هذه الاستمارات حتى على أعضاء اللجان الانتخابية والناخبين. وتحظى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية باهتمام خاص من سفراء الدول الغربية في كييف، فعلى سبيل المثال نشرت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، تغريدة في تويتر، أعربت فيها عن أملها في أن يمارس جميع مواطني أوكرانيا حقهم في صياغة مستقبل بلادهم، معتبرة هذه الانتخابات “يوماً تاريخياً للديمقراطية”.
في نفس السياق، استعرض المرشح المتطرف أوليغ لياشكو زعيم الحزب الراديكالي خلال وجوده في مركز الاقتراع استمارته الانتخابية أمام كاميرات الصحفيين، وهو ما اعتبرته لجنة الانتخابات الأوكرانية، ترويجاً له وانتهاكاً للقوانين الانتخابية.
ووعد المرشح الرئاسي الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الناخبين في بلاده “بحياة طبيعية جديدة” في البلاد إذا ما اختاروه رئيساً لأوكرانيا خلفاً لبيترو بوروشينكو الرئيس الحالي، وقال: “اليوم نشهد انطلاقة حياة جديدة في بلادنا.. أنا واثق من ذلك”، وأكد أنه وفريقه واثقان من النصر في الانتخابات.
بدوره المرشح يوري بويكو من جهته زعيم “منصة المعارضة من أجل الحياة”، أكد أنه شخصياً صوّت للسلام ونهاية الفقر والخراب في بلاده، وحث الأوكرانيين على “التصويت بما تمليه عليهم ضمائرهم، وعدم إعطاء أي شخص الفرصة لسرقة أصواتكم”.
وفي تصريح لها عقب تصويتها، قالت يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة المرشحة عن حزب باتكيفتشينا: إنها واثقة من أن الانتخابات الحالية هي “خطوة نحو أوكرانيا أوروبية ناجحة ومزدهرة، وأن اليوم بدأ التقدم التاريخي الجديد لأوكرانيا نحو السلام والازدهار والسعادة لكل شخص فيها”.
وفي مركز الاقتراع، قال الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو للصحفيين: إنه “صوّت لصالح أوكرانيا”، وكذلك فعلت كل عائلته.
بالتوازي، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النهج الأميركي القائم على اعتماد لغة الإنذارات والعقوبات بدلاً من الدبلوماسية في تعاملها مع الدول الأخرى، وقال تعليقاً على تلويح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باحتمال فرض المزيد من العقوبات على روسيا: “لا يمكننا رؤية أي شيء في الدبلوماسية الأميركية سوى الإنذارات، والتي إذا لم تتم الاستجابة لها سيتم فرض العقوبات”، مضيفاً: “للأسف فقد اختفت جميع الأدوات الأخرى من ترسانة الدبلوماسية الأميركية”، وأشار إلى أن على من يشغل منصب وزير الخارجية “البحث عن مناهج دبلوماسية لمختلف المشكلات”.
وكان بومبيو قال مؤخراً: إنه يتوقع أن تعلن واشنطن وشركاؤها في الناتو سلسلة من الإجراءات المشتركة ضد روسيا بشأن شبه جزيرة القرم وأوكرانيا أوائل الشهر المقبل عندما تستضيف الولايات المتحدة اجتماعاً وزارياً لحلف الناتو.