الصفحة الاولىصحيفة البعث

النظام السعودي يتفنن في تعذيب السجناء

رغم التقارير والانتقادات الدولية المتكررة لملف حقوق الإنسان في المملكة الوهابية، التي كان آخرها انتقاد أغنس كالامار مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، “التحقيقات” التي تجريها سلطات النظام السعودي بقضية قتل الصحفي جمال خاشفجي، لا تزال هناك دول دائمة في مجلس الأمن تعمل على تغطية هذه الانتهاكات ومنعها من الخروج إلى العلن، ولكن ذلك لم يمنع وسائل إعلام غربية من الوصول إلى أدلّة دامغة على المستوى الكارثي الذي وصلت إليه حقوق الإنسان في المملكة، فقد كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن تقارير طبية مسرّبة تؤكد تعرّض السجناء في معتقلات النظام السعودي لمختلف أشكال التعذيب الجسدي. وقالت الصحيفة في مقال لها أمس بعنوان “تقارير مسرّبة تكشف سوء معاملة السجناء السياسيين السعوديين”: “إن هؤلاء السجناء يعانون من حروق وكدمات وجروح بليغة وسوء تغذية وفقاً لتقارير طبية مسرّبة تمّ إعدادها لتقديمها للملك سلمان بن عبد العزيز”، مبيّنة أن هذه التقارير تقدّم أول دليل موثق من داخل سلطات النظام السعودي على أن السجناء السياسيين يتعرّضون لكمّ هائل من التعذيب الجسدي والإساءة.

ولفتت إلى أن سلطات النظام السعودي رفضت طلب الصحيفة التعليق على التقارير رغم أن مسؤولي النظام لم ينفوا صحتها، وأشارت إلى أنها تمكّنت من التأكد من صحة ودقة هذه التقارير ومطابقة حالات الأفراد الموصوفة فيها، مستعرضة بعض الحالات الصحية لعدد من السجناء المتمثلة بحاجة بعضهم إلى تلقي العلاج الطبي الفوري ونقص حاد في الوزن والقيء المتكرر المصحوب بالدم، فضلاً عن الجروح والكدمات في مختلف أنحاء أجسادهم والجفاف وعدم القدرة على المشي والتحرّك. ونقلت الصحيفة عن مصدر يعمل في مجال حقوق الإنسان قوله: إن بعض السجناء تعرّضوا للصعقات الكهربائية والربط في الكراسي والضرب والجلد، بينما أكد أحد الناشطين الحقوقيين، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الأوصاف الواردة في التقارير بما في ذلك احتجاز الأفراد في الحبس الانفرادي تتفق مع الأدلة التي جمعها النشطاء.

يذكر أن النظام السعودي وفق العديد من المنظمات الحقوقية يحمل سجلاً أسود في مجال حقوق الإنسان، حيث يستمر بحملات الاعتقال التعسفية والمحاكمات والإدانات للمعارضين، ويواصل سجن عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء لفترات طويلة بسبب انتقادهم هذه السلطات والمطالبة بإصلاحات.