الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يصعّد حربه التهويدية ضد الشعب الفلسطيني

 

 

استولت سلطات الاحتلال، أمس، على 550 دونماً من أراضي الفلسطينيين بين حي أبو طور جنوب مدينة القدس المحتلة وإحدى المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في حي جبل المكبر جنوب شرق المدينة بهدف توسيع عمليات الاستيطان في المنطقة، فيما اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، واعتقلت اثنين من حراسه، وشنت طائرات الاحتلال عدواناً جديداً على قطاع غزة المحاصر، وأطلقت صاروخاً تجاه الفلسطينيين شرق حي الشجاعية، في وقت استشهد شاب فلسطيني وأصيب اثنان آخران برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم قلنديا وحي المطار شمال القدس المحتلة، كما اعتقلت ثلاثة أشقاء من منزلهم في المخيم.
إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة الجرافات، مخيم شعفاط عبر بوابة رأس خميس بمساندة مروحية، وهدمت بناية قيد الإنشاء وسط إغلاقات وانتشار مكثف لقوات الاحتلال، فيما أطلقت قنابل الصوت والغاز السام باتجاه المعلمين والطلبة الفلسطينيين أثناء دخولهم مدرسة الخليل الأساسية، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
هذا وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مخطط الاحتلال التهويدي الجديد في القدس المحتلة، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي اللامحدود يشجّع الاحتلال على مواصلة الاستيطان ومحاولة تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل العاجل، والعمل على إلزام الاحتلال بتطبيق القرارات الدولية ووقف الاستيطان.
كما طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها بحقه، وقال: إنه رغم التحذيرات المتكررة من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر لم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراء لوقفها، وأوضح أنه مع مرور عام على انطلاق مسيرات العودة وإحياء الذكرى الـ 43 ليوم الأرض تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين للأسبوع الـ 52 على التوالي شرق القطاع، مطالبين بإنهاء حصار الاحتلال الإسرائيلي اللا إنساني على غزة وإنهاء الاحتلال، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على الفلسطينيين لقمع مسيرات العودة في انتهاك خطير للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وطالب منصور المجتمع الدولي بالتخلي عن صمته ومحاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين، داعياً مجلس الأمن على وجه الخصوص إلى تحمّل مسؤولياته، والعمل على توفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
من جانبه قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: إن مخطط الاحتلال لإقامة 1427 وحدة استيطانية في القدس المحتلة يهدف لتطويق المدينة بالمستوطنات بشكل كامل، وخاصة المنطقة الشرقية التي تقع فيها منطقة الخان الأحمر، لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل تنفيذ مخطط فصل القدس عن باقي الضفة المحتلة بالمستوطنات من خلال الطرق الالتفافية والمستوطنات، وأكد أن ما يقوم به الاحتلال يأتي ضمن حربه الشاملة على الوجود الفلسطيني عموماً، وفي القدس المحتلة بشكل خاص، بهدف منع أي تواصل جغرافي بين القدس وباقي الضفة الغربية، مشدّداً على أن الشعب الفلسطيني سيقاوم مخططات الاستيطان والاقتلاع، وسيواصل الصمود والتشبث بأرضه.
المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، بيّن أن الاحتلال صعّد حربه الشاملة على الوجود الفلسطيني عبر إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين بعد هدم منازلهم ومواصلة ممارسة التطهير العرقي بحقهم، لافتاً إلى أن الأشهر الماضية شهدت تصاعداً خطيراً في عمليات الاستيطان، وكان هذا واضحاً من خلال الإعلان عن عشرات المخططات الاستيطانية.