صحيفة البعثمحليات

“عيــــن الطــــاووس” بـــدأ يفتــــك بأشــــجار الزيتـــــون فهـــــل تقــــف الزراعــــة بالمرصــــاد؟

 

طرطوس-لؤي تفاحة

يبدو أن قدر المزارع الساحلي ونكباته المتتالية تحول بينه وبين  إعطائه ولو بصيص أمل بأن قادم الأيام سيكون أفضل حالاً يسهم بتقوية عُرى العلاقة مع أرضه، في ظل متوالية الخسائر التي يتعرض لها في كل موسم. وجديد هذه المتوالية ما يخص مزارعي الزيتون، وما يتهدده من مرض تشاء البيئة المحيطة بأنها  تشكل بيئة خصبة لوجود مرض عين الطاووس الفتاك، حيث يقضي على أكبر مساحات من أشجار الزيتون من خلال تساقط أوراق الأشجار التي تقوم  بعملية التركيب الضوئي؛ وذلك من خلال ما يعرف بالأبواغ، حيث يتكاثر الفطر ويصيب الأوراق الفتية، كما يستفيد  المرض من وجود نسبة من الرطوبة العالية في المنطقة الساحلية، وكذلك وجود كميات كبيرة من الأمطار كما هو حاصل في هذا العام، وكذلك انتشار معظم المساحات المزروعة في الوديان.

بالرغم من كون هذا المرض مصنفاً من الأمراض الفطرية والتي تنتقل بواسطة العدوى من حقول مصابة إلى حقول مجاورة، إلا أن  طريقة تعاطي المزارعين بعملية المعالجة، بحسب رأي الكثيرين من المختصين والمعنيين في دوائر الإرشاد الزراعي وغيرهم ما زالت دون الطموح والغاية المرجاة، حيث ما زالت الثقافة السائدة حيال معالجة هذه الأمراض الفطرية بعيدة عن الوسائل العلمية والمعتمدة في الكثير من الدول المشابهة للبيئة الساحلية، كما تسهم الطبيعة الجغرافية الجبلية والوعرة الموجودة في  معظم مناطقنا الزراعية في تلكؤ المزارع باتباع الأساليب العلمية، وتجده متكلاً بالوقت ذاته على بعض الطرق البدائية غير المجدية برأي المختصين.!

وهنا يمكن القول إن هذا السجال ليس جديداً بين وزارة الزراعة وبين المعنيين في الوحدات الارشادية المنتشرة، حيث  كانت الوزارة تعتبر على الدوام بأن هذا المرض هو مرض خدمي، كما هو فطري، ويتحمل المزارع جزءاً كبيراً من المسؤولية بطريقة انتشاره، وذلك من خلال عدم القيام بما يجب من العمل خلال الموسم، في حين ينتظر من الدولة القيام بحملات الرش وتقديم المبيدات، وكل ذلك ومن دون القيام بما يجب، ومنها القيام بزراعة الأصناف المقاومة لهذا المرض الفتاك، أو القيام بحملات الرش وحرق الأوراق المصابة. ولفت أحد المهندسين الزراعيين في معرض رده لسؤال “البعث” حول ظاهرة الإصابة بمرض عين الطاووس في هذه الفترة حيث مازالت الأمطار تتساقط خلال فترة ما يسمى بعملية “التكريس” الخاصة بتحول الأزهار إلى ثمار، وخطورة الإصابة كونها تفتك بالأوراق المغذية، وضياع الموسم في حال لم تتم المعالجة خلال شهر نيسان الحالي كمرحلة أولية، ومن ثم الانتقال لعملية الرش قبل شهر تشرين الأول المقبل،  مقللاً بالوقت نفسه من تحول المرض إلى “جائحة مرضية” تؤثر على الموسم بكامله، ولاسيما أن الموسم الحالي هو موسم “حملان” ويبشر بالخير بالنسبة لمعظم المزارعين. في هذا الوقت أشار بعض المزارعين في منطقة الشيخ بدر إلى أن أول مؤشرات الإصابة بدأت تظهر واضحة في العديد  من وديان المنطقة وصولاً  إلى بعض المرتفعات الجبلية، حيث تكون الإصابة أقل نظراً لانخفاض كميات الرطوبة التي تعاني منها المنطقة الساحلية، وازداد الوضع سوءاً هذا الفصل مع استمرارية موسم الأمطار، وأضاف بأنه لا إمكانية للقيام بعمليات المكافحة نظراً لارتفاع تكاليف المبيدات، وصعوبة الوصول إلى كافة الأراضي، وكذلك فإن العملية تحتاج لتعاون كافة المزارعين للقيام بذات العملية بشكل مشترك ومتزامن لئلا تتم عملية انتقال العدوى إلى الأراضي غير المصابة بعد.

بالمقابل لفت المهندس علي يونس مدير زراعة طرطوس في معرض رده: بأن  المديرية بمتابعة من المحافظ وتعليمات الوزارة تقوم بتقديم الجرارات الزراعية مع السائقين، وما تحتاجه هذه الجرارات من مازوت، في حين يتكفل المزارع بتأمين المبيدات مع عامل الرش، وقال يونس إن حملة المكافحة كانت قد بدأت منذ بادية شهر آذار الماضي، ولكنها تتوقف بين فترة وأخرى نظراً لاستمرار هطول الأمطار،  طالباً بالوقت نفسه تعاون كافة الجهات، ومنها الوحدات الإدارية المعنية بتقديم المساعدة ومالديها في ضوء إمكانات وزارة الزراعة، وما تقوم به من جهد للتصدي لهذا المرض ومعالجة آثاره التي تنعكس على المزارع.