ثقافةصحيفة البعث

نشيد البعث.. نبض الحياة

 

وتهل الذكرى معطرة بأريج نيسان.. ذكرى ميلاد حزب أزهرت انجازاته في ربيع نيسان، وكانت هذه الولادة نبراس نضال لكل فئات الشعب ضد كل أشكال الاستغلال والاستعباد، ولازالت مسيرة النضال مستمرة ومتجددة ترفع راية حزب البعث عالية خفاقة في سماء العروبة.
ولا يمكننا أن نعيش ذكرى ميلاد البعث دون نستحضر نشيد البعث للشاعر الكبير سليمان العيسى وألحان الفنان إلياس الرحباني، ذلك النشيد الذي انطلق يعبر عن تطلعات الجماهير وقضاياها العادلة، ويعبر في كل حرف فيه عن أهمية البعث وضرورته في مسيرة النضال، ففي المقطع الأول يهيب الشاعر بشباب العرب أن ينطلقوا في موكب الكفاح رافعين الصوت عالياً بحياة البعث العربي حراً أبياً:
ياشباب العرب هيا وانطلق ياموكبي
وارفع الصوت قويا عاش بعث العرب
ولم تقتصر توجهات الحزب وأهدافه على شريحة الشباب فقط بل امتدت لتشمل العمال والفلاحين والكادحين وصغار الكسبة الذين يشكلون النواة الحقيقية لثورة البعث، فتنطلق حناجرهم تردد بتصميم وثقة:
نحن فلاح وعامل وشباب لايلين
نحن جندي مقاتل نحن صوت الكادحين
من جذور الأرض جئنا من صميم الألم
بالضحايا ما بخلنا بالعطاء الأكرم
ويتلازم النضال القومي مع النضال الإنساني الحياتي الذي اختطه الكادحون الذين انطلقوا من قلب المعاناة ليؤكدوا أن النضال شامل لا يتجزأ، تجمعنا آلامنا ومعاناتنا في خندق واحد، فالفلاحون والعمال يناضلون بعرقهم وجهدهم في أرضهم ومصانعهم، والثوار يجاهدون من خنادقهم القتالية يشكلون سياجاً لحماية الوطن، فلم يبخلوا بالتضحيات، وبهذه الوحدة النضالية أكد البعث العربي الاشتراكي على تحالفه مع القوى التقدمية العربية والعالمية وقضاياها المصيرية في تحقيق الكرامة الإنسانية، يقول المقطع الأخير من النشيد:
خندق الثوار واحد أو يقال الظلم زال
صامد يا بعث صامد أنت في ساح النضال
وحد الأحرار هيّا وحد الشعب العظيم
وامض يا بعث قويا للغد الحر الكريم
لقد جسد نشيد البعث في مضمونه توجهات حزب البعث وأهدافه التي رآها شاعرنا الكبير تكمن في آفاق الوحدة والحرية والنضال الإنساني لبناء المجتمع العربي الإنساني الموحد والكريم، فتحية لذكرى ميلاد البعث في مرحلة نحتاج فيها لتضافر كل الجهود من أجل عزة الوطن ومجده.