أخبارصحيفة البعث

“البعث”.. مسيرة نضالية متجددة

 

تأتي الذكرى الثانية والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وسط أحداث وتحديات جسام تواجه مصير ومستقبل الأمة العربية، كما تشهد الساحة الدولية والإقليمية تطورات بالغة التعقيد في شكلها ومضمونها خاصةً مع سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإثارة النزاعات الدولية وخلق الحروب وإعطاء صكوك للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فيما يتعلق بالاستيطان والقدس والجولان، كما تترافق الذكرى مع الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية، واستعادة الدولة السورية سيطرتها على أغلب المساحة الجغرافية للقطر العربي السوري.

وتبرز أهمية الذكرى لدور الحزب وحضوره الوطني والقومي، وتأثيره الفعال في تشخيص الواقع، وتصويب الموقف والرؤية من مجمل قضايا النضال القومي، مستمداً ذلك من دوره الطليعي، ونضوج تجربته في التعامل مع الواقع بمرونة، وتحمّل المسؤولية تجاه القضايا الكبرى الوطنية والقومية، وذلك يعود لصدق المبادئ والقيم والمنطلقات التي وضعها في نظريته الفكرية التي قام من أجلها والتي لا تزال تشكّل محور قضايا الأمة وتطلعات وطموحات الجماهير العربية، وهذا يدل على تشخيصه الواعي للواقع العربي، وما يحيط به من تحولات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية والتأثير.

من هنا احتل البعث الصدارة عبر مسيرته النضالية الحافلة بالمحطات البارزة والإنجازات التاريخية العظيمة، على الصعيد الوطني أم القومي، والتي بدأت بذكرى التأسيس، مروراً بثورة آذار والحركة التصحيحية المجيدة، وصولاً إلى مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الأمين العام للحزب في العمل على حشد الطاقات والقدرات للدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتصدي للمشاريع الصهيو أمريكية التي تستهدف وجودها واستقلالها، الأمر الذي عزز دور الحزب وموقع سورية في ساحة النضال العربي،  وفي دعم المقاومة العربية وعلى المستوى الإقليمي والدولي.

وفي ظل ما تقدّم يمكن لنا فهم وتفسير وأبعاد ما تعرضت له سورية خلال ثماني سنوات من الحرب الإرهابية التكفيرية الوهابية التي سعت إلى استهداف الدولة السورية وبنيتها التحتية، وبالتالي عزلها عن دورها الريادي على الساحة الإقليمية والدولية. غير أن صمود الدولة السورية قيادةً وجيشاً وشعباً، بدعم من الحلفاء، أسقط ما كان يخطط في الغرف المغلقة، ومكّن من  تحقيق الانتصارات المتتالية وهزيمة الإرهاب وداعميه، سواء من قبل الأنظمة الرجعية العربية أو من قبل الغرب والكيان الصهيوني.

واليوم وباعتراف العدو قبل الصديق فإن سورية البعث بقيادة الرئيس الأسد انتصرت على الإرهاب، وهذا ما يؤكد على دور سورية التاريخي، باعتبار دمشق، حقيقة، هي قلب العروبة النابض.

إبراهيم شقير