ثقافةصحيفة البعث

مئة عام على تأسيس المتحف الوطني في دمشق

معارض وندوات ونشاطات ثقافية وفنية تقام ضمن فعاليات مهرجان دمشق الثقافي، ومنها الندوة التي أقامتها المديرية العامة للآثار والمتاحف في مكتبة الأسد بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المتحف الوطني في دمشق احتفاء بهذا الصرح العظيم ودوره وأهميته وآفاقه المستقبلية والذي تحدث من خلالها مدير عام الآثار والمتاحف د.محمود حمود عن أهمية مهرجان دمشق الثقافي الذي يساهم بإعادة الألق لهذه المدينة الخالدة التي لطالما كانت عاصمة مهمة جداً عبر العصور.

تأسيس المتحف

وبين حمود بأنه بعد اندحار العثمانيين وانسحابهم، قام مجموعة من المثقفين الرواد بإنشاء وتأسيس متحف دمشق الوطني عام 1919 في المدرسة العادلية، وقد شارك كل أهالي مدينة دمشق في تأسيسه حباً لمدينتهم ولهذه الفكرة الجديدة وجاؤوا بالمقتنيات التي  يمتلكونها وقدموها للمتحف لتكون نواة له، مشيراَ إلى أن متحف دمشق  يعتبر من أعرق المتاحف العربية بعد متحف القاهرة، متحدثاً عن مراحل  بناء مخططه بداية مع مخطط المهندس “أيكوشار” وهو مخطط دمشق الحديثة  وكيف تم بعدها نقل واجهة قصر الحير الغربي إلى المتحف والذي كان في البادية ونقلته بعثة فرنسية في عام 1950، ومع مرور الوقت تم إضافة بعض القاعات إلى المتحف، لافتاً إلى أهميته لما يضمه من مقتنيات نادرة هي نتاج عمل مئات البعثات المحلية والعالمية، وتكتظ مستودعاته بعدد كبير من اللقى الأثرية التي أصبحت عبئاً على مديرية الآثار والمتاحف بسبب عددها الكبير، لافتاً إلى أن المديرية تعمل  حالياً على إعادة تأهيل المتحف وإعادة الكشف عن اللقى التي تمت حمايتها من القذائف العشوائية، كما تم استعادة تمثال أسد اللات وعرضه في المتحف.

متاحف سورية

وأشار حمود إلى الوضع العام للمتاحف السورية خلال الأزمة حيث تعرض متحف تدمر لعدوان شديد وانتهكوا حرمته وفقدت مجموعة من اللقى وبسبب غياب التوثيق والتسجيل والتوصيف لا توجد إحصائية دقيقة عن المفقودات، وبعد تحرير المدينة قمنا بأعمال توثيقية منهجية علمية مقبولة عبر أحدث الأجهزة وبمساعدات من جهات مختلفة، كذلك تعرض متحف الرقة لدمار كبير وسرقت محتوياته بما يقارب نحو 6 آلاف قطعة مسجلة عدا عن القطع غير المسجلة، بينما تمكنت المديرية  بمساعدة جيشنا الباسل إنقاذ المقتنيات في المتحف الوطني في دير الزور ونقلها إلى دمشق لكن المبنى تعرض لدمار كبير، وفيما يخص متحف ادلب فقد تعرض للنهب وهو يضم أثمن كنوز سورية، وهو أرشيف إيبلا الذهبي باللغة المسمارية ولا تعلم مديرية الآثار ماذا تم نهبه أيضاَ لعدم وجود سجلات ووثائق، كما تعرض متحف معرة النعمان وبصرى ودير عطية وأفاميا لنهب وسرقة وتحطيم، بالإضافة إلى  تعرض الكثير من المتاحف المحلية ومتاحف التقاليد الشعبية للأذى ومقتنيات المواقع الأثرية والأديرة والكنائس.

استعادة وتوثيق

ولفت حمود إلى أنه رغم كل النهب استطعنا المجيء ببعض القطع إلى المتحف الوطني في دمشق أو ريف دمشق من خلال التواصل مع وجهاء محليين أو أشخاص وتمكنا من استعادة مئات القطع في المرحلة السابقة، واستطاع جيشنا الباسل بعد تحرير بعض المناطق من العثور على الكثير من اللقى الأثرية الجميلة، وقمنا بتنظيم معرض للتحف المستردة عرضنا فيه عينات منها في أكثر من مناسبة، وبالرغم من أننا فقدنا الكثير من القطع إلا أنه بلغ حتى الآن عدد القطع التي استردتها الجهات المختلفة حوالي 19500 ألف قطعة حتى الآن، مشيراً إلى التعاون بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية المختصة، وختم حمود بأن الكم الهائل الموجود في سورية جعلها جنة لعلماء التراث وللبعثات إلا أن مقتنيات هذه البعثات لم تلق العناية المطلوبة في المستودعات مما تسبب لها بالأذى بسبب سوء التخزين وعدم توفر شروط الإضاءة والحرارة ولا تزال المشكلة قائمة، بالإضافة إلى عدم التسجيل والتوثيق حيث لم تبدأ المديرية بالتوثيق إلا مع إدارة د. مأمون عبد الكريم  وهذا واجب كان يجب إنجازه  منذ زمن.

لوردا فوزي