الصفحة الاولىصحيفة البعث

عودة دفعات جديدة من المهجرين في الأردن ومخيم الركبان الجيش يقضي على مجموعات إرهابية في ريفي حماة وإدلب

 

قضت وحدات من قواتنا المسلحة أمس على مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة عند أطراف قرية الجنابرة بريف حماة الشمالي وفي التمانعة بريف إدلب الجنوبي وذلك رداً على خرق التنظيم المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد. في وقت عثرت الجهات المختصة على كميات من الأسلحة والذخائر منها أمريكي وغربي المنشأ من مخلفات التنظيمات الإرهابية في بلدة عربين ومنطقة الضمير بريف دمشق خلال استكمال تأمين المناطق التي طهرها الجيش من الإرهاب.
فيما تسارعت عودة المهجرين في الخارج ومن مخيم الركبان حيث وصلت دفعة جديدة تضم عشرات العائلات من المهجرين إلى ممر جليغم في البادية السورية قادمة من مخيم الركبان حيث تحتجز قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين آلاف المدنيين في المخيم في ظروف قاسية منذ نحو خمس سنوات. بالتزامن مع عودة دفعة جديدة من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب جابر الحدودي إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات من الجيش رمايات مدفعية طالت محور تحرك مجموعة إرهابية من تنظيم جبهة النصرة عند أطراف قرية الجنابرة بريف حماة الشمالي باتجاه المناطق الآمنة والنقاط العسكرية للاعتداء عليها. وأدت الرمايات إلى القضاء على أفراد المجموعة الإرهابية وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر.
وفي ريف إدلب الجنوبي وجهت وحدات من الجيش ضربات بسلاحي الصواريخ والمدفعية على تحصينات ومحاور تحرك إرهابيي النصرة في بلدة التمانعة ما أسفر عن القضاء على مجموعة إرهابية بكامل أفرادها للتنظيم التكفيري.
في الأثناء، ذكر مصدر في الجهات المختصة أنه في إطار المتابعة الأمنية المتواصلة وبالتعاون مع الأهالي عثرت وحدة من الجهات المختصة خلال عمليات تمشيط ما تبقى من مناطق حررها الجيش من الإرهاب في الغوطة الشرقية لرفع مخلفات الإرهابيين حفاظاً على حياة الأهالي في بلدة عربين ومنطقة الضمير على كميات كبيرة من القذائف والذخائر المتنوعة بعضها أمريكي وغربي الصنع كانت مخبأة في أوكار الإرهابيين، مبيناً أنه من بين المضبوطات ذخائر وأسلحة رشاشة وبنادق حربية متنوعة وقنابل يدوية غربية الصنع وقذائف مضادة للدروع منها أنيرغا أمريكية المنشأ وقواذف ار بي جي مع عدد من الحشوات والقذائف.
وبعد الجهود الكبيرة التي بذلتها سورية بالتعاون مع الأصدقاء الروس، نقلت عدة حافلات أمنتها الدولة السورية بعد ظهر أمس عبر ممر جليغم دفعة جديدة من المهجرين تضم عشرات العائلات من الذين كانت تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية في مخيم الركبان إلى مراكز الإقامة المؤقتة في حمص ومن ثم إلى مناطقهم التي حررها الجيش من الإرهاب.
ولفت مراسل “سانا” إلى أن نسبة كبيرة من العائدين تبدو عليهم مظاهر الإرهاق والمعاناة كثيراً من الناحية الصحية بعد سنوات من احتجازهم بظروف أقرب إلى مخيمات الاعتقال من قبل قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها من الإرهابيين ومنعهم من العودة إلى مناطقهم التي تم تطهيرها من الإرهاب وسادها الأمن والاستقرار وهو الأمر الذي أشار إليه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شباط الماضي بأن أوضاع أكثر من 40 ألف شخص في مخيم الركبان للاجئين جنوب سورية تشهد تدهوراً حاداً، وإن الأمر يتعلق بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية.
وأشار محمد أحمد العمار وعقيل محمد العبد الله إلى أن جميع القاطنين في مخيم الموت يريدون العودة إلى سورية بعد تهجير المجموعات الإرهابية لهم، داعين بعض المترددين بالعودة إلى عدم الاستماع إلى الإشاعات المضللة والعودة إلى سورية. وبين فيصل خالد الحمد وسميرة محمد براد أنه مع انعدام وجود مدرسة أو أي وسيلة للتعليم في مخيم الركبان يبلغ الطفل الثامنة من عمره ولا يعرف أن يكتب حرفاً واحداً، مشيرين إلى أنهما عادا من المخيم إلى سورية لضمان مستقبل أولادهما في وطنهم والانتماء إليه.
من جهته أوضح أحمد عايد الهاشم وبيداء فرج العبد الله أنهما تواصلا مع عدة أسر ممن غادروا المخيم في الدفعات التي سبقتهما قبل أيام حيث أكد لهما الجميع أن الوضع جيد وليس كما صورته لهم بعض القنوات والجهات. وبينت كل من عطاء سمير خازرلي وآمنة منصور أنه منذ وصولهما إلى نقاط الجيش العربي السوري تم تقديم الطعام والشراب والدواء والطبابة لنا ولا سيما أن هناك العديد من المهجرين بحاجة إلى الرعاية الصحية، وأشارتا إلى أن الإنسان بلا وطن بلا كرامة وجميع من غادر سورية والتجأ إلى مخيمات الذل والإهانة يودون العودة إلى الوطن سورية.
تزامن ذلك مع عودة  دفعة جديدة من المهجرين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب جابر الحدودي إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي حررها الجيش من الإرهاب. وأمنت الجهات المعنية في درعا الخدمات الرئيسية لضمان عودتهم إلى بلداتهم وقراهم من حافلات وشاحنات لنقلهم مع أمتعتهم.
وأشار رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب العقيد مازن غندور إلى أن الجهات المعنية أمنت كل الوسائل لإيصال العائدين إلى مدنهم وقراهم وآليات لحمل الأمتعة وتخليص كل إجراءات العبور من جوازات سفر وتذاكر مرور بالسرعة الممكنة، مبيناً أن عدد العائدين منذ افتتاح المعبر حتى تاريخه بموجب تذاكر مرور بلغ 18 ألفاً. وأعرب علاء محمد العائد إلى صيدا بمحافظة درعا عن فرحته بالعودة إلى سورية وهذا ما أكده هنادي الحجي العائد إلى الشيخ خضر بحلب.
الطفلان أحمد وآمنة العائدان إلى مدينة الطبقة بالرقة وجها الشكر للجيش العربي السوري الذي خلصهم من الإرهاب وأسهم في عودتهم الآمنة إلى مدينتهم، مؤكدين أنهما سيواصلان تحصيلهما العلمي ويعودان إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع لسنوات. سعيد مزعل عائد إلى سحم الجولان بدرعا لفت إلى التسهيلات المريحة في معبر نصيب، داعياً كل المهجرين إلى العودة لحضن الوطن.
وعبر كل من يسرى حراكي العائدة إلى أم ولد ويوسف أسعد إلى الغارية الغربية بدرعا عن فرحتهما بالعودة بعد سنوات طويلة من التهجير بمخيمات اللجوء في الأردن.
سياسياً، أكد وزير الخارجية السلوفاكي الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ميروسلاف لايتشاك أهمية الاستمرار في عملية أستانا لحل الأزمة في سورية، وقال بعد محادثات أجراها في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان مع رئيسة مجلس الشيوخ الكازاخستاني داريغا نزار باييف: إن محادثات أستانا ساهمت بشكل كبير في العمل لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة.
بدورها قالت نزار باييف: إنه يتوجب الاستمرار في الجهود المشتركة المبذولة لتنفيذ مخرجات عملية أستانا.
وعقد أحد عشر اجتماعا بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.