أخبارصحيفة البعث

الاستعمار الاستيطاني.. علم يبحث عن جامعة

 

دمشق- البعث:
تحت عنوان “الاستعمار الاستيطاني.. علم يبحث عن جامعة”، أقيمت محاضرة في كنيسة الصليب المقدس بدمشق، تحدّث فيها الدكتور جورح جبور، رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة.
وأمام شخصيات علمية وفكرية وسياسية، من فلسطين وسورية والجزائر واليمن، أشار الدكتور جبور في المحاضرة، التي أدارها مدير عام مؤسسة القدس الدولية سورية الدكتور خلف المفتاح، إلى قرارات مصادرة أراضي الفلسطينيين من قبل الاستعمار، الذي سعى إلى الاستيطان في فلسطين، مذكّراً بتأسيس مناضلين فلسطينيين في الأرض المحتلة حركة سميت “حركة الأرض” من ذوي الانتماء القومي العربي في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، كما ولدت في دمشق “مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية”، وأكد أن الاستعمار والاستيطان مسألة مهمة، وخصوصاً ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، والتي هي ذات بعد سياسي أكبر من أبعادها الأخرى، مضيفاً: إن الاستعمار الاستيطاني ظاهرة قديمة، لكن العلم أرخ بدايته الحقيقية في عام 1492، عندما حصل شيء جديد في تاريخ البشرية، وهو اكتشاف مساحات واسعة من الأراضي غير معروفة في السابق- اكتشاف أمريكا- وهكذا وجدت أوروبا لنفسها متنفساً كبيراً في أمريكا، الأمر الذي جعل المهاجرين الأوروبيين يتجهون نحو الأراضي الجديدة ويحاولون الاستيطان عليها، والقضاء على الوجود البشري فيها منذ ذلك الوقت، مشيراً إلى أن الاستعمار علم يتناول كيف يجلس شعب مكان شعب، وكيف يحوّل شعب شعباً آخر إلى نازحين ومضطهدين وضحايا، وكيف يفرض شعب ثقافته على شعب آخر.
وتساءل جبور: كيف يمكن أن ندرس هذا الاستعمار الاستيطاني، وهل هو ظاهرة مستقلة أو علم قائم بذاته؟!، مؤكداً أن هذه الظاهرة هي علم، ولكن لكي يتبلور هذا العلم لابد له من حاضنة فكرية، علمية، وهذه الحاضنة هي الجامعة، لأن تطوّر العلوم الاجتماعية ينتج آثاراً سياسية، وأضاف: إن هناك علم ينبغي أن نعرفه هو كيف تتأسس العنصرية، ابتداءً من حرمان قوم من أرضهم وحقوقهم، خاصةً أن هذا الأمر موجود في فلسطين وجنوب أفريقيا، وموجود في أوديسا واستراليا، ودعا لعقد ورشة عمل حول موضوع الاستعمار الاستيطاني، وأن يحظى بتأييد الجامعات.
إلى ذلك أكد المشاركون أن ما تشهده المنطقة من حروب قادتها الولايات المتحدة الامريكية شكّل جديد من أشكال الاستعمار الاستيطاني، وأن فلسطين تعرّضت لأقسى أنواع الاستعمار الاستيطاني، مشددين على ضرورة التركيز على الجانب التاريخي للاستعمار الاستيطاني ومخاطره على البلدان.
وكان الدكتور المفتاح نوّه في بداية المحاضرة بما كرّسته كنيسة الصليب كمنبر وطني إنساني لقيم المحبة والإخاء والدعوة إلى نبذ الفرقة والتشرذم، مستحضراً أسماء كبيرة من السادة العلماء والمطارنة كالمطران هيلاريون كابوتشي والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والأب شنودا والمطران عطا الله حنا.
حضر المحاضرة رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الدكتور مصطفى ميرو وأمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد وسفيرا جمهورية الجزائر في سورية صالح بوشه وكوبا ميغيل بورتو بارغا.