صحيفة البعثمحليات

الكتــــــاب الجامعـــــي يضيـــــع في زحمـــــة الملخصــــــات والنوتـــــات

حمص ــ نزار جمول

لم توفر المكتبات المنتشرة في نفق جامعة البعث أي فرصة من أجل استغلال طلاب الجامعة ورغبتهم باقتناء النوطات والملخصات، حتى باتوا يطبعون منها آلاف النسخ وعلى مرأى إدارة الجامعة التي تطبع الكتب الجامعية في مطبعتها وتوصلها للطلاب عبر مستودعاتها في الكليات، لكن الطالب في هذه الجامعة انحصر تفكيره بكيفية النجاح بأقصر الطرق للوصول إلى التخرج؛ لذا وجدت هذه المكتبات في نفق الجامعة -وهي غير مؤهلة لأن تعوض الطالب عن الكتاب الجامعي وأستاذ المقرر- فرصة كبيرة للربح بدون أية رقابة وعلى عينك يا تاجر، حيث يتم طباعة هذه الملخصات بلا تدقيق علمي من قبل الأستاذة المختصين، وهذا ما أكدته إدارة الجامعة أن هذه النوطات التي تباع خارج الجامعة في المكتبات الخاصة أمر يسيء للعملية التعليمية والتدريسية؛ لأن وجود الكتاب الجامعي يغني الطالب عن هذه النوطات ويحقق له دراسة علمية صحيحة، واعتبرت أن لأستاذ المادة الحق وحده في بعض الحالات الخاصة أن يصدر نوطة لمادته تكون تحت إشرافه وعلى مسؤوليته، أما غير ذلك فهو مخالف للأنظمة والقوانين. وبالمقابل طلبت جامعة البعث من مديرية الثقافة ملاحقة المكتبات المخالفة ضمن بند الحقوق الفكرية، ولكن جولة أو جولتين من قبل الضابطة العدلية الخاصة بوزارة الثقافة لن توقف هذه المخالفات، فما زالت المكتبات تطبع هذه النوطات؛ لأنها على ما يبدو تتعامل مع أشخاص داخل الجامعة لهم يد بإيصال النوطات الأصلية إلى هذه المكتبات.

ومن خلال معرفتنا بأمر طباعة هذه النوطات لا بد من التأكيد على أن المكتبات التي تقوم بطبعها بمخالفة قانونية صريحة يجب أن تتخذ بحقها الإجراءات القانونية من خلال الإحالة للقضاء من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي ستضع الحالة التعليمية في حالة غير صحية، وستضع الطالب في حالة من الهذيان؛ لأنه يعتبر هذه النوطات هي السبيل الوحيد لتخرجه من الجامعة، بعد أن اقتنع أن التخرج هو غايته التي تبررها الوسيلة “النوطات”؛ أما المعلومات واكتسابها بالشكل الصحيح فآخر همومه الجامعية فسوق العمل عنده يتطلب ورقة ممهورة بخاتم الجامعة الرسمي التي تؤكد تخرجه، وليس فهمه للمعلومات التي اكتسبها من شهادة التخرج، وفي ظل هذا الوضع التعليمي المتردي في جامعة البعث لا بد من اتخاذ إجراءات رادعة من أجل أن تعود العملية التعليمية لسكتها الصحيحة، ولن يتم ذلك إلا بقرارات تكون مسؤولة وتعبر عن إيجاد سبل تعيد طلابها إلى الدراسة العلمية الصحيحة بالكتاب الجامعي الذي يعتبر الطريق الوحيد لتعليمهم الجامعي.