الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

في ذكرى الجلاء.. السوريون أشد تمسّكاً بتحرير كل أرض محتلة أو سليبةالقيادة المركزية للحزب: كفاح شعبنا صاغ تاريخ المنطقة وسورية منتصرة حتماً

 

يحيي الشعب السوري العظيم، اليوم، الذكرى الثالثة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، وسورية تتعرّض لحرب اقتصادية واجتماعية متصاعدة، زاد من حدّتها أعداء الوطن بعد فشل المخطط الصهيوأمريكي الإرهابي في تحقيق أهدافه؛ في محاولة من تحالف العدوان للالتفاف على الانتصارات التي حقّقها الجيش العربي السوري في مواجهة الحرب الإرهابية المركّبة، من بوابة الاقتصاد، ومعاقبة الشعب السوري على صموده عبر استهداف لقمة عيشه. لكن الشعب السوري، بكل مكوّناته، مصمّم على إفشال الفصل الجديد من الحرب القذرة- والتي تمّ خلالها استهداف وتدمير كل ما له علاقة باحتياجاتهم المواطنين الأساسية- ومستمر في صموده وتمسّكه بثوابته الوطنية، وتحمّل الأعباء دفاعاً عن أرضه وكرامته، حتى تحقيق الجلاء الثاني، وتطهير أرض الوطن من دنس كل من وطأها، مخرّباً أو محتلاً.
تحل ذكرى الجلاء، والشعب السوري الذي استطاع أن يطرد الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي، يهزم الإرهابيين، يؤكّد أنه أكثر تصميماً على مواصلة الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن، واستعادة كل شبر محتل أو سليب، لتبقى سورية منيعة قوية مستقلة وموحّدة.
وبهذه المناسبة دعت القيادة المركزية للحزب إلى التمعّن في دروس الكفاح الشعبي من أجل الاستقلال, وما تقدّمه هذه الدروس من معان تؤكّد عظمة الشعب العربي السوري وقدرته على تحقيق النصر مهما كانت التضحيات، وأضافت في بيان: إن من أهم تقاليد هذا الشعب ونفسيته العامة هو رفضه المستمر للطغيان, ودفاعه المستميت عن حرية وطنه واستقلال قراره. فاليوم بعد ثماني سنوات من حرب الإرهاب والتدمير ومحاولات الإبادة، وبعد صمود أدهش العالم، لا يمكن لأحد أن يقول بأن حديثنا عن تقاليد شعبنا الكفاحية مجرّد تعابير جميلة وشعارات براقة.. فلقد أثبتت الوقائع ومواجهة التحديات الكبرى مصداقية هذا الوصف وحقيقته..
وأضاف البيان: ولما كانت سورية متميّزة في أنها طليعة الخلاص من الاستعمار القديم في المنطقة، هي اليوم أيضاً طليعة الكفاح المشروع في مواجهة الاستعمار الجديد. ولاشك في أنها ستكون أول من يسهم في القضاء على هذا الاستعمار في المنطقة، وفي إضعافه على المستوى العالمي.
وتابع: اليوم نرى تكالب الأعداء على الجولان المحتل، الذي هو جزء لا يتجزأ من الأرض السورية. وما إعلان ترامب وتصريحاته حول الجولان إلا دليل على حنق الأعداء بسبب ما لم يتوقّعونه من انتصار مدهش على حشودهم الإرهابية. إنه إعلان سخيف، فالجولان عربي سوري مثل جميع المناطق السورية الأخرى، وشمسه ستشرق وظلامه لن يطول..
وشدّد بيان القيادة المركزية للحزب على أن سورية منتصرة حتماً، وبشائر النصر تزداد يوماً بعد يوم. وحتمية هذا النصر تستند إلى منطق التاريخ في هذه المنطقة وقوانينه, وهي القوانين التي أسهم شعبنا الأبي في صياغتها وتحديد مضامينها عبر مسيرة طويلة من الكفاح، وأضاف: سورية منتصرة بشعبها وجيشها الباسل ودولتها الوطنية وقائدها، الذي أضحى رمزاً للشجاعة والحكمة في قيادته لواحدة من أهم معارك العصر وأكبرها، وهي منتصرة في مجمل كيانها وثقافتها النضالية، وتابع: هذا الشعب الأبي سيكون الأول الذي يسطر إعلان فشل الإرهاب والاستعمار الجديد، كما كان الأول الطليعي في إعلانه سقوط الاستعمار القديم في المنطقة.
كما أكد مجلس الشعب أن الذكرى تمر وجيشنا الباسل يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء ويحقق النصر تلو النصر في معركة من أعقد المعارك وأشرسها مستكملاً مسيرة النضال التي تميز بها شعبنا، واستطاع خلال الفترة الماضية تحرير معظم تراب الوطن الغالي الذي دنسه الإرهاب، والذي لقي دعماً وتمويلاً من قبل قوى الهيمنة والإمبريالية والاستعمار الجديد وحلفائهم في هذه الحرب القذرة بفضل تضحيات جيشنا البطل وصمود شعبنا الأبي وتمسكه بوحدتنا الوطنية والتفافه حول القيادة الحكيمة والشجاعة للرئيس الأسد، وأضاف في بيان: إن شعبنا الذي انتزع الاستقلال بالأمس قادر اليوم بهمة وصمود وبسالة جيشه وحكمة وشجاعة قائده على صنع النصر النهائي حفاظاً على سيادة سورية وقوتها وعزة وكرامة الاستقلال، مشدّداً على أن ذكرى الجلاء ستبقى مناسبة نجدد من خلالها عهد الوفاء للدماء الطاهرة التي روت أرض الوطن مصممين على بذل المزيد من الجهد والتضحيات والعطاء لتبقى سورية قلعة حصينة في وجه كل الأعداء والطامعين.
كما نظمت فعاليات أهلية ورسمية وحزبية مهرجاناً مركزياً في منطقة النشابية بريف دمشق، أكد المشاركون فيها أن سورية ستبقى حرة أبية بفضل صمود وارادة شعبها وتضحيات بواسل جيشها، الذين سطروا البطولات ودحروا الإرهاب، وندّدوا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن كلامه باطل، والجولان في القلب، وسيبقى سورياً، وما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة.
وأكد الأهالي أن سورية انتصرت بفضل تضحيات أبنائها، الذين سيواصلون تقديم الغالي والنفيس لأجلها ودفاعاً عنها، ولفتوا إلى وقوف أهالي الغوطة مع وطنهم في مواجهة أي عمل من شأنه المس بسيادته واستقلاله، وأشاروا إلى أن الغوطة الشرقية، التي راهنت عليها دول العالم، تقف اليوم صفاً واحداً مع جيشها وقيادتها لتحرير كل شبر من سورية.
تخللت المهرجان عروض ولوحات مسرحية عن حب الوطن ورقصات فنية وأناشيد وأهازيج وطنية وفقرة شعرية لأم شهيد تحدثت عن قدسية الوطن ومقام الشهداء.
كما أكدت الجبهة الوطنية التقدمية، في بيان، أن جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية تحقق بفضل صمود وتضحيات الشعب والجيش وقوة الانتماء للوطن والإيمان به سيداً حراً مستقلاً، وبفضل الثورات الشعبية، التي امتدت في مختلف أرجاء الوطن لطرد المستعمر وإنجاز الاستقلال، وأشارت إلى أن المعركة التي تخوضها سورية منذ ثماني سنوات كدولة موحّدة مستقلة ذات سيادة ضد الإرهاب المدعوم والممول والمسلح من جهات عديدة هي حرب سياسية واجتماعية فكرية واقتصادية لم يشهدها التاريخ بأشكالها المتعدّدة ومساحة انتشارها وحجم الأموال التي رصدت لتأجيجها، مؤكدة أن سورية استطاعت بفضل تلاحم الجيش والشعب والقيادة أن تصمد وتدحر الإرهاب وتستمر بتحقيق الانتصار تلو الانتصار، وتابعت: إن الجلاء يتعمّق والاستقلال يتعزّز والانتماء يتجذّر لأن السوريين مستمرون بمواجهة المخططات الرامية لإضعاف الأمة وحرفها عن معاني الاستقلال والوحدة والتضامن والتصدي لكل محتل أو معتد أو طامع حتى تحرير كل شبر من أرضهم.
إلى ذلك أكدت حركة الاشتراكيين العرب في بيان لها أن عيد الجلاء يوم عظيم ورمز للانتصار والتحدي يظهر إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع وتمسّكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما تبدّلت أشكالهم وتغيّرت أدواتهم وتلوّنت شعاراتهم، معربة عن ثقتها بقدرة الجيش العربي السوري على تحقيق النصر وتطهير الأرض السورية من الإرهابيين.
بدوره أكد حزب الاتحاد العربي الديمقراطي في بيان تمسّكه بقيم الجلاء وثوابته، معرباً عن إصراره على رفض كل أشكال الذل والخنوع والتبعية ومصادرة القرار، والتمسّك بخيار المقاومة والدفاع عن الوطن وثوابته الوطنية والقومية، فيما لفت حزب العهد الوطني إلى أن احتفاء الشعب السوري بعيد الجلاء أمانة تاريخية عليهم أن يحافظوا عليها كما تسلّموها من الأبطال الميامين الذين قاتلوا بشرف وبطولة حتى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة، مشيراً إلى نضال الشعب السوري وكفاحه مستمر لتحقيق الجلاء الأكبر المتمثّل باستعادة الجولان العربي السوري المحتل، وإنهاء وجود القوات الأجنبية المتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
كما أكدت الهيئة الشعبية لتحرير الجولان إيمانها المطلق بالنصر واستعادة الجولان كاملاً، وبينت أن إعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل لن يؤثّر بشيء، لأن الجولان سيبقى مهوى أفئدة السوريين ومرمى عيونهم وبوصلة بندقيتهم الساعية دوما لتحريره، فيما أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية العروبة ذكرى خالدة معطرة بكل معاني البطولة والفداء، وعبّرت عن رفضها لكل أشكال الهيمنة والضغوط، التي تستخدم الإرهاب والحصار الاقتصادي والقرصنة والإرهاب الدولي المنظّم في المياه الدولية وما يرافقها من إرهاب سياسي، مشيرة إلى أن الشعب السوري الأبي صارع أعتى أنواع الحروب بفضل حكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد وتضحيات وبسالة الجيش العربي السوري المقاوم.
وفي تشيكيا، جدّد الطلبة السوريون وأبناء الجالية السورية وقوفهم إلى جانب وطنهم في معركته على الإرهاب، مؤكدين أن شعبنا الذي استطاع أن يدحر الغزاة والمحتلين العثمانيين والفرنسيين في السابق وتطهير الأرض السورية من رجس الإرهابيين وإفشال مشروعهم التكفيري يتطلّع اليوم وبتصميم وتفاؤل لتحقيق الجلاء الأكبر باستعادة الجولان السوري المحتل من الكيان الصهيوني.
وفي سلوفاكيا، جدّد الطلبة السوريون تمسّكهم بمثل وقيم الجلاء ومعانيه ووقوفهم إلى جانب وطنهم في مواجهة ما يتعرض له من مؤامرات تستهدفه أرضاً وشعباً، ونوّهوا بتضحيات جيشنا وشعبنا للحفاظ على وحدة التراب السوري والقرار الوطني المستقل، لافتين الى أن الاستقلال شكل قاعدة صلبة لدعم نضال الجماهير العربية لمواجهة مختلف أشكال التبعية والظلم ومساندة المقاومة ضد الاحتلال.
كما أكدت نقابة الفنانين أن الجلاء تحقق بالإرادة والصبر وحب الوطن والتشبث بالأرض وبالكفاح والنضال المستمر وبالعطاء وبذل الدم في سبيل الوطن، وأضافت في بيان: إن ذكرى الجلاء تمر اليوم وجيشنا البطل يسطر المعجزات في زمن قل فيه الإعجاز، وهو يحقق النصر تلو الآخر، فاستطاع خلال الفترة الماضية تحرير معظم الأراضي التي دخلها الإرهاب، مستكملاً مسيرة النضال التي تميز بها شعبه، وقريباً سنحتفل بعيد جلاء جديد نطرد من خلاله الإرهاب من أراضينا.