الصفحة الاولىصحيفة البعث

اتصالات روسية مكثّفة لتسوية الأزمة الليبية

وسط انعدام إمكانية التكهن بنتيجة المعارك الدائرة بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب تكافؤ القوى إلى حدّ ما، نشطت في الآونة الأخيرة المحاولات الرامية إلى تسوية الأزمة دبلوماسياً.

وفي هذا الإطار، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن بلاده على اتصال دائم بالأطراف الليبية من أجل التوصل إلى تسوية حقيقية للأزمة في البلاد، وقال: “هناك اتصالات دائمة مع الأطراف الليبية ونتبع خطّاً نشطاً من أجل تحقيق تسوية حقيقية في البلاد”، مشيراً إلى أن هذه الاتصالات “تجري منذ فترة طويلة”. جاء ذلك في الوقت الذي أكّد فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر جهود مكافحة الإرهاب والميليشيات المتطرّفة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وذلك خلال لقائه قائد الجيش الليبي في القاهرة، حيث قال: إن محاربة الإرهاب ستسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرّة ذات السيادة والبدء في إعمار ليبيا.

ميدانياً، أعلنت قوات حكومة الوفاق إسقاط طائرة تابعة للجيش الوطني في منطقة وادي الربيع جنوب شرق طرابلس، ووثّقت ذلك بمقطع فيديو يظهر أن الطائرة استهدفت بصاروخين مضادين للجو، نجح أحدهما في إصابتها.

وكان المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري قد أقرّ أمس الأول بأن الجيش خسر طائرة من طراز “ميغ – 21″، ولم يستبعد أن تكون قد أسقطت بصاروخ، وقد تمكن قائد الطائرة، العقيد جمال بن عامر من الهبوط بالمظلة، ووصل إلى الأرض سالماً في منطقة جنوبي طرابلس تسيطر عليها وحدة تابعة للجيش.

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية ليبية أن سيارة مفخخة انفجرت تحت كوبري سيدي خليفة الواقع شرق مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، وأوضحت أن الانفجار كان محاولة اغتيال استهدفت ضابطاً رفيعاً، مؤكدة نجاته من المحاولة وعدم وقوع إصابات في الأرواح، في حين قال مصدر آخر: إن الضابط ويدعى عادل مرفوعة، تعرّض لإصابات خفيفة وقد نقل إلى المستشفى.

ونقلت لاحقاً وكالة الأنباء الليبية عن المتحدث باسم الشرطة في مدينة بنغازي، نفيه تعرّض مدير إدارة مكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة، العقيد عادل مرفوعة أو أفراد الإدارة لأي إصابات.

بالتوازي، نفت السفارة الإيطالية في ليبيا صحّة أنباء تحدثت عن إغلاق مقرها في طرابلس وإجلاء موظفيها عن العاصمة الليبية على وقع القتال الدائر في محيطها.

وقالت تغريدة على “تويتر”: “نؤكد أن سفارة إيطاليا في ليبيا مفتوحة وتزاول جميع أنشطتها، كما أنه لا وجود لأي تقليص في الوجود المؤسسي الإيطالي في ليبيا”، نافية بذلك أخباراً تناقلتها مواقع إخبارية حول إغلاق سفارة إيطاليا في طرابلس، “بسبب القتل هناك”.

وفي حصيلة جديدة لأعداد القتلى بسبب الاشتباكات المستمرة حول العاصمة طرابلس، أكدت منظمة الصحة العالمية أن العدد ارتفع إلى 147 قتيلاً، بينما أصيب 614 آخرون، مشيرة إلى أنها نشرت فرقاً طبية لدعم مستشفيات منطقة طرابلس وعلاج الإصابات على اختلافها.

وأعلنت المنظمة أمس الأول في حصيلة لأعداد الضحايا مقتل 121 شخصاً على الأقل وجرح 561 آخرين.