الصفحة الاولىزواياصحيفة البعث

العالم بعد ستين عاماً ؟..

 

د. مهدي دخل الله

لماذا بعد ستين عاماً؟؟.
لأنه على ما يبدو الزمن المقدر لنضوب النفط والغاز كمصدرين أساسيين للطاقة في العالم…
ثم ماذا بعد؟؟..
الطاقة المتجددة سوف تصبح مركزاً للصراع العالمي وبخاصة الطاقة الشمسية . اليوم يزداد اعتماد ألمانيا على الطاقة الشمسية على الرغم من أنها بلد لا شمس فيها نسبياً. الألمان اليوم يغلقون كل محطة طاقة نووية يحدث فيها خلل دون أن يعيدوا تأهيلها، لأن أوروبا تسعى للتخلص من الطاقة النووية بشكل كامل…
أين المشكلة؟؟..
المشكلة أن أوروبا الغربية فقيرة بالنفط وفقيرة بالشمس. النفط موجود عند جيرانها العرب، وكذلك الشمس…فلو أخذنا خطاً أفقياً يبدأ بمسقط شرقاً وينتهي بالرباط غرباً لوجدنا أرضاً عربية – غالبها صحراوي – ممتلئة حتى الحلق بالشمس. أما الخط الشاقولي فوق مسقط فهو يمتد شمالاً حتى الأورال الروسي الذي يمثل الحدود الشرقية لأوروبا، الخط الشاقولي الآخر فوق المغرب يمتد إلى الأطلسي حيث الحدود الغربية للقارة الأوروبية..
من الملاحظ وفق هذه الخطوط أن أرض العرب (من المحيط إلى الخليج) تمتلك أوسع احتياطي للطاقة الشمسية وأقربها إلى أوروبا..
الأمريكيون ، ومعلموهم الإنكليز، لاحظوا أهمية هذا الخزان الاستراتيجي للطاقة. اليوم تبتز أمريكا أوروبا بالنفط العربي، ومنذ الآن تعمل أمريكا للسيطرة على شمس العرب كي تبتز أوروبا في القرن الثاني والعشرين..
تحت هذا العنوان ينبغي أن نقرأ اهتمام واشنطن المتعاظم بأرضنا. ولهذا هي حاربت وتحارب العراق، وحاربت وتحارب سورية..ولهذا السبب أيضاً تعزز سيطرتها على السعودية وعينها على الربع الخالي (خزان الطاقة الشمسية) بعد النفط. وما دمنا عند الربع الخالي قد لا يعرف الكثيرون أن الرمال فيه من أفضل الخامات في العالم لإنتاج السيليكون.
ثروة العرب إذاً ليست في نقصان وإنما في زيادة، وأهمية أرضهم تتصاعد باستمرار. أما ما نردده عادة بأن أمريكا تنسحب من المنطقة فهو انعكاس لفهم شكلي للأمور. أمريكا ستسحب جنودها من المنطقة حفاظاً على حياتهم، هذا صحيح ، لكنها ستعزز حضورها المصلحي على أرضنا باستمرار، وستزيد اهتمامها بشمسنا كي تعزز سيطرتها علينا وعلى أوروبا في مرحلة ما بعد النفط.

mahdidakhlala@gmail.com