أخبارصحيفة البعث

المؤتمر العلمي الأول لكلية العلوم الإدارية في جامعة الشام دخل الله: الابتعاد عن سلطة الإدارة بمفهومها التقليدي

دمشق-بشار المحمد:

دعا الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام إلى الابتعاد عن سلطة الإدارة بمفهومها التقليدي، بالتوازي مع الحفاظ على تلافي حصول أي خلل من خلال تحقيق التوازن بين مطالب كل من الإدارة والعاملين, ووضع سلطة اتخاذ القرار في متناول كافة المستويات الإدارية، كرؤساء الأقسام الذين تنحصر مهمتهم حالياً في نقل المعلومات للمستوى الإداري الأعلى فقط, وأشار، خلال المؤتمر العلمي الأول لكلية العلوم الإدارية في جامعة الشام، أمس إلى ضرورة إيجاد مجموعات غير شكلية ضمن العمل مثل: “وضع زملاء الدراسة في قسم واحد” ما يزيد نتاجهم في العمل ويخفف معاناتهم من خلال عملهم ككتلة واحدة.

واعتبر دخل الله في المؤتمر الذي عقدته بعنوان “حلول ابتكارية لمشكلات   ملتقى الأعمال السورية” أن العمل التطوعي الإداري النابع من الدوافع الداخلية للعامل وعدم الإحساس بسلطة الإكراه أو حتى العمل لسد الحاجة المادية يعد من أفضل عوامل إنجاح العمل في كافة الجهات العامة أو الخاصة.

من جانبها أكدت وزيرة التنمية الإدارية، الدكتورة سلام سفاف، أهمية دور طلاب الجامعات والباحثين في نشر ثقافة الإصلاح الإداري في كافة الجهات والقطاعات, مضيفة: إن الإصلاح الإداري يجب أن يكون مظلة لجميع القطاعات، فالقطاع العام يجب أن يقود القطاع الخاص ويكون قدوة له في الشكل والمضمون، فمثلاً “نجد حالياً أن القطاعين يعانيان من نفس المشكلات كمشكلة المحسوبية عند التعيين أو الترقية”, كما أكدت على إطلاق مصطلح الشفافية الإدارية وتقييم كافة المؤسسات داخلياً بدل  انتظار منظمات عالمية تقوم بتقييم مؤسساتنا, والعمل على تأسيس مركز لقياس الأداء الإداري, ونوهت إلى حل مشكلة غياب الإحصائيات المتعلقة بالعاملين, حيث كان سجل العاملين في الدولة يجهل عدد الموظفين الذين سيحالون للتقاعد في نهاية كل عام، مؤكدة أنه سيتم العمل على تلافي تلك العيوب بعد أن تمّ استبدال “السجل” بمركز خدمة الموارد البشرية المرتبط شبكياً مع كافة الجهات العامة، وإيجاد إضبارة ذاتية لديهم لكل عامل تتضمن كافة المعلومات والمؤهلات بهدف التوصيف الصحيح له وسهولة تعيينه في المنصب المناسب بعيداً عن العشوائية, كما أكدت السعي لإنجاز دليل ترشيح لتعيين معاوني الوزراء والمدراء, وإنشاء مركز لتدريب القادة الإداريين لزيادة كفاءاتهم وصقلها, وأن الوزارة حققت الربط الشبكي مع 3000 جهة وفعالية ودائرة بهدف تحقيق قاعدة بيانات شاملة يشارك من خلالها حتى المواطن عبر جواله بتقييم الأداء الإداري.

وأكدت الدكتورة سمر قبلان أن “اتحاد الرقابة الداخلية مع الجهاز الإداري” هو أبرز المشكلات، لا بل وصل الأمر لدرجة أن الرقابة تذوب بالجهاز الإداري، مركّزة على ضرورة إيجاد رقابة داخلية وقائية ترافق النشاط المالي والإداري أو تسبقه وبصورة مستقلة عن الجهاز الإداري في كل مؤسسة أو جهة.

ومن أبرز المحاور التي طرحها الباحثون في المؤتمر “الإصلاح الإداري وتعزيز دور البحث العلمي في حل المشكلات المالية والإدارية للوصول نحو بيئة استثمارية فعالة ونشر ثقافتي الجودة والتميّز”، حيث أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والإبداع، عميد كلية العلوم الإدارية، الدكتور تيسير المصري، أن الكلية قرّرت عقد مؤتمرات علمية سنوية بغية معالجة المشكلات النابعة من الثقافات الجامدة التي تعتري قطاعي المال والأعمال في ظل الظروف الاقتصادية والقانونية السيئة بهدف تنظيم كافة الأنشطة الاقتصادية، ولتعزيز وتوجيه مسؤولية مجتمع المال والأعمال والجامعات وكافة الفعاليات لتحقيق التنمية الاقتصادية والإصلاح الإداري وعدم الاتكال على الجهات العامة وحدها في تحقيق ذلك، والسعي الدائم نحو مدها بالأفكار والدراسات والحلول.

واقترحت الباحثة حنان المحنّي التشدد بتطبيق مبدأ فصل السلطات, والتأكيد على مسؤولية جميع المواطنين في الإعلام عن جميع حالات الفساد، فيما أكد مدير الموارد البشرية في وزارة التنمية بشار الخير  أهمية اعتماد التدريب الإلكتروني بدلاً من التقليدي لاختصار الزمن والتكلفة.