ثقافةصحيفة البعث

..أول الحب!

 

 

قلة من الناس يدخلون قلوبنا دون استئذان ودون إنذار، ونادرون من نشعر عندما نراهم للمرة الأولى أننا نعرفهم منذ زمن بعيد، وأننا التقينا بهم من قبل، حيث تذوب الحدود وتقصر المسافات، ونشعر أنهم كتاب مفتوح أمامنا نستطيع أن نبوح لهم دون قيود أو شروط، لأننا نشعر معهم بالثقة والأمان، وأنا ممن يؤمنون بصدق الانطباع الأول، وكانت إحدى هذه الشخصيات رأيتها من بعيد مصادفة، كانت تتحدث بالهاتف، بدت في غاية الجمال والرقة، كانت تبتسم، كنت أعرف نبرة صوتها العذب الهادئ واسمها الذي كان يشبهها بالفعل، وهو “الزنبقة الجميلة” كنت أنتظر تلك الفرصة منذ زمن لأتحدث إليها، لأراها عن قرب، جهزت الكثير من الكلمات لأقولها لها وأبوح بها، لكن في ذلك الوقت الحرج خانتني الذاكرة تلعثمت وبدوت كالأبله لا أعرف ماذا أقول أو أفعل، وما كان مني إلا أن انسحبت مسرعاً بعد أن أخفضت رأسي لا أدري هل كنت أهرب منها، من جمالها، أم من نفسي؟ لا أدري لماذا اخترت في هذه المرة أسهل الخيارات وهو الهروب، رغم أنني في الحياة لست من أنصاره لأنني اعتقدت دائماً أن الأمور الكبيرة تستحق تضحيات كبيرة وإلى اليوم وأنا أحاول أن أتحين الفرصة التي لم تأت بعد لأقابلها، وأنا خائف من أن يكون أحدهم قد سبقني إلى قلبها، لأن هناك أشخاص لا يتكرر مرورهم في حياتنا وإن فقدناهم لا يعودون.

جلال نديم صالح