أخبارصحيفة البعث

دخل الله  في .. “إشكالات صفقة القرن”: هدفها إحداث محور تابع لأمريكا من قطر إلى المغرب

دمشق- محمد عرفات:

استضافت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب العربي الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الرفيق د. مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام للحديث عن صفقة القرن وإشكالاتها، وفي بداية المحاضرة، أشار رئيس اللجنة د. مصطفى ميرو إلى أن صفقة القرن باتت حديث الكثيرين اليوم لمعرفة تفاصيلها وبنودها وتأثيرها على مستقبل العرب وحياتهم، وهي لا تعدو كونها محطة تآمرية على الأمة. وأوضح الرفيق دخل الله أن الصراع العربي الإسرائيلي مضت عليه عقود طوال، ولم يكن هناك إرادة دولية حقيقية لحله، مشيراً إلى أن هذه الإرادة لو توفرت وتم الاتفاق عليها، لكان هذا الصراع انتهى منذ زمن وفقاً لرؤية مجلس الأمن الدولي، وبيّن أن الحرب العالمية الثانية أفرزت مفهوماً يقتضي بقاء الوضع كما هو، سواء في أوروبا أو في منطقتنا أو في غيرها من بقاع العالم، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انتهى هذا المفهوم في أوروبا، وبالتالي في منطقتنا التي حصل فيها تحركات وتغييرات جديدة في الحدود والدول.

ورأى أن هدف الولايات المتحدة من وراء تخطيطها لصفقة القرن يتمثل بإحداث محور تابع للولايات المتحدة يبدأ من قطر وينتهي بالمغرب، وأن هذا المحور من الصعب تشكيله – كما يبدو – إن لم ينته الصراع العربي الإسرائيلي ويحل، موضحاً أن أميركا تكونت لديها قناعة، مفادها أن العرب لن يرضوا بالتعامل والتعاون مع “إسرائيل” إلا إذا وجد حل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا المشروع نضج مع حكم دونالد ترامب، كون الجمهوريين يميلون عادة نحو ترتيب المصالح وليس إلى خلق الحروب.

وفي عرضه لما قد تسفر عنه صفقة القرن، بيّن أنه ستكون هناك دولة فلسطينية، لكن خاضعة للوصاية الإسرائيلية،  وجزءها الغزاوي سيكون تحت وصاية مصرية، بما يعني أن هذه الدولة ستخضع لوصاية ثنائية منفذة عبر اتفاقيات أمنية وعسكرية، وستكون حدودها تحت سلطة الجيشين المصري والعدو الإسرائيلي، ما يجعلها في حقيقة الأمر شبه دولة لا أكثر.

وشرح الرفيق دخل الله العقبات التي يواجهها المنظرون لهذه الصفقة، فأشار إلى مسألة حق العودة، مبيناً أن المشكلة في هذا الصدد تكمن – بنظر هؤلاء – في الإخوة الفلسطينيين المقيمين على الأراضي اللبنانية فقط، لذلك فإن المشروع الأميركي المدبر لهم، يتلخص بأن ينقل جزء منهم ممن يرغب إلى شمال سيناء في مصر، فيكونون بذلك أشبه بحلقة وصل بين القسم الغزاوي من الدولة الفلسطينية ومصر، بينما سيتم نقل البعض إلى أوروبا وأستراليا وكندا، أما القسم الأخير وفقاً للمنظور الأميركي، سيتم إبقاؤه في لبنان، لكن كرعايا وليس بصفة مواطنين.

وفيما يخص مسألة المستوطنات التي أقامها العدو الإسرائيلي، ذكر أن هناك مشكلتين يبحثهما الأميركيون، هما بقاؤها والسيادة عليها، موضحاً أن هناك قناعة معينة تتمثل ببقائها في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وفيما يخص السيادة عليها، أشار إلى أن الإسرائيليين يصرون على استمراريتها تحت سلطتهم، لا أن تكون تحت سيادة الدولة الفلسطينية المقبلة.

وتطرق الرفيق دخل الله أيضاً إلى مسألة الأردن في هذه الصفقة، فأوضح أن الإسرائيليين يعرضون إحداث كونفدرالية أردنية فلسطينية، حتى يندمج الكثير من الفلسطينيين بالأردن، كونهم يخشون التزايد السكاني الفلسطيني ومن العواقب التي يمكن أن يسببها لهم، أما بخصوص موضوع عاصمة الدولة الفلسطينية وفقاً لهذه الصفقة، فأوضح أن الأميركيين والإسرائيليين مصرون على أن تبقى القدس القديمة خارج نطاق التفاوض وأن السعوديين والمصريين قبلوا بهذا الأمر، وأن ناحية أبو ديس يتم تداولها كي تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة.

وتناولت المداخلات ما تمثله صفقة القرن من خطورة كبيرة على مستقبل العرب وأمنهم واستقلال قرارهم وسيادتهم، مشيرة إلى أن هذه الصفقة ليست سوى فصل جديد من الهيمنة الغربية ومكائدها، مع فارق واحد وهو أن الحكام العرب التابعين للولايات المتحدة هم جزء جوهري فيها.

حضر المحاضرة عدد من المفكرين والكتّاب والمهتمين.