صحيفة البعثمحليات

عقد مع شركات عامة للمساعدة في إزالة الأنقاض تأهيل البنى التحتية في الغوطة الشرقية وعودة الاتصالات والنشاط الزراعي 

ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش

تواصل ورش المديريات والمؤسسات الخدمية في محافظة ريف دمشق العمل لتأمين مختلف أنواع الخدمات للمواطنين من ماء وكهرباء، وفتح طرقات وغيرها في مناطق الغوطة الشرقية التي خلصها الجيش العربي السوري من الإرهاب, حيث تواصل مديرية الخدمات الفنية تعزيل الشوارع، وترحيل الأنقاض وفتح الطرقات في مدينة حرستا بالتنسيق مع بعض الجهات ذات الصلة للإسراع بعودة الأهالي إلى منازلهم وتوفير احتياجات ومستلزمات السكان الذين لم يغادروا منازلهم.

المهندس محمد مضاوية عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن البلديات بالمحافظة أفاد للبعث بأن مديرية الخدمات الفنية وقعت عقداً مع بعض شركات القطاع العام للمساعدة في إزالة الأنقاض بالمدينة نظراً لحجم الدمار الكبير, وتم بدء العمل على محور عربين زملكا عين ترما وحاجز سقبا لترحيل الأنقاض وفتح الطرقات, مؤكداً أنه تم فتح قسم من الطرقات التخديمية في الجهة التي فيها الأهالي لتسهيل عملية الحركة والتنقل، فيما تم ترحيل الأنقاض المتراكمة على أوتوستراد دمشق حمص من جهة حرستا, مؤكداً أن مؤسسة المياه ومديرية الوحدات الإدارية مستنفرة لتأمين مياه الشرب للأهالي، وأن الدراسة باتت جاهزة لاحتياجات الغوطة الشرقية من شبكات الصرف الصحي والمياه لكونها مدمرة بالكامل، وتم تقسيم المناطق إلى شرائح حسب الأهمية وعدد السكان لإيصال المياه إليها, إضافة لإعادة تأهيل جميع الآبار وتشغيلها.

وأشار مضاوية إلى أن مؤسسة المياه تدرس كيفية إعادة تأهيل جميع الآبار وإعادة تشغيلها، إضافة إلى أن العمل جارٍ لتوصيف حالات شبكة المياه وحجم الأضرار الذي لحق بها للبدء بإعادة تأهيلها، في وقت تمت المباشرة بتنفيذ خطة لإيصال الكهرباء من خلال تأمين مصدر تغذية إسعافي، والعمل على تأمين مصدر تغذية كهربائية دائم مع تأهيل وصيانة المنظومة الكهربائية داخل الغوطة. وأشار عضو المكتب التنفيذي إلى وجود خطة لرسم خريطة طريق للعمل وتوجيه جميع المديريات والهيئات والمؤسسات بإعداد مصفوفة للأعمال المطلوبة والكلف التقديرية ومدة التنفيذ لتتبع العمل خلال الفترة المقبلة، وتم تحديد الأولويات، مثل فتح الطرقات وإعادة الكهرباء والمياه، إضافة لتوجيه المؤسسات الحكومية بإعادة العمل في المناطق والمدن بالغوطة بشكل تدريجي, خاصة أن الحكومة رصدت كل ما يلزم لإعادة تأهيل البنى التحتية في الغوطة الشرقية وإعادة الأهالي إلى منازلهم واستئناف عجلة الإنتاج.

خدمات تربوية واتصالاتية

وفي ذات السياق أفاد محمود الخولي عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الأبنية المدرسية بمحافظة ريف دمشق أن الغوطة كانت تحتضن 206 مدارس، بينها 152 مدرسة خارج الخدمة، وخلال الكشف الفني على المدارس تبين وجود 51 مدرسة متضررة بشكل جزئي، و60 مدرسة متضررة بالكامل، والخطة الإسعافية جارية لتقييم 36 مدرسة من أجل إعادة تفعيلها ووضعها في الخدمة في قرى وبلدات الغوطة الشرقية، وتم البدء بالعمل في سقبا وحرستا وكفر بطنا وحزة وعين ترما وعربين وزملكا.

وفي محطتنا مع مدير اتصالات ريف دمشق المهندس جمال قالش أوضح أنه تمت إعادة خدمة الاتصالات إلى كافة بلدات ومدن الغوطة الشرقية, من خلال عودة المقاسم الكبيرة الثلاثة حرستا- زملكا- سقبا- والاستعانة بالاتصالات اللاسلكية في المناطق التي ستقوم بتخديمها لاحقاً، وعن مراحل الإنجاز أشار القالش إلى أنه بدأ العمل بإعادة مقسم سقبا إلى الخدمة بعد أن تمت إعادة تأهيل البنية التحتية والإنشائية للمقسم المدمر ليخدم سقبا وجسرين وقسماً من كفر بطنا والفعاليات الاقتصادية الموجودة في محيط البلدة، ثم تم الانتقال إلى قسم زملكا الذي كانت بنيته التحتية و تجهيزاتها مدمرة بشكل كبير, حيث يتسع ل 57 ألف رقم هاتفي، ويخدم زملكا وعين ترما وقسماً كبيراً من كفر بطنا وحزة وحمورية وبيت سوا وعربين,  وبالنسبة للتجار والصناعيين الذين بدؤوا بفتح منشآتهم الكبيرة في الغوطة, تم تخديمهم عن طريق تجهيزات المايكروويف بي أم بي لتوفير خطوط وتجهيزات مكروية تنقل حركة الاتصال الصوتية والنت بشكل دقيق.

عودة سريعة

وفي وقفة مع مدير زراعة ريف دمشق الدكتور علي سعادات بين أن أغلب الأراضي في بلدات الغوطة الشرقية مزروعة، وتم تحديد احتياجات القطاعات الزراعية حسب الضرورة ليتم التدخل وتزويدها بما تحتاج، وتم الطلب للإسراع بدخول الفلاحين لإنقاذ ما تم زراعته من المحاصيل، وخلال الجولات الميدانية تبين وجود عشرة آلاف رأس من البقر لا تزال موجودة، وقدمت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أكساد 600 طن من العلف أدخل منها 88 طناً إلى ثلاث قرى هي عين ترما وكفر بطنا وسقبا، وتم الإشراف على عملية التوزيع لتأمين دفعة إسعافية للمربين، وهناك كميات موجودة في مؤسسة الأعلاف ستبقى لتوزيعها بالتدريج إلى المناطق التي تتوفر فيها مواشٍ، لافتاً إلى تزويد الأبقار والأغنام ببعض الأدوية وأحجار الملح والعمل مستمر بالتعاون مع الجهات المختصة لإعادة منظومة المياه للمزروعات وخاصة أن المياه متوافرة في الغوطة الشرقية. وبين مدير الزراعة أنه تم العمل على ترخيص مراكز تداول الأدوية والمواد الزراعية الخاصة في بلدية سقبا وكفر بطنا، بالإضافة إلى توزيع 300 ظرف خضار هجين من مواد الكوسا- خيار- فاصولياء- باذنجان- بندورة- زهرة- ملفوف- وتم التواصل مع مديرية الموارد المائية لإعادة جريان نهر بردى المغلق عند عين ترما والذي تم وصول مياهه إلى بلدتي كفر بطنا وسقبا منذ أيام.

وأشار سعادات إلى العمل على دراسة المناطق الزراعية والتي ما زالت تعمل بشقيها النباتي والحيواني، وحصر المساحات وعدد الفلاحين والمربين ليتم التنسيق مع محافظة ريف دمشق والجهات المعنية لدراسة عودة الفلاحين لمتابعة النشاط الزراعي كما كان قبل الحرب.

بدوره الدكتور ياسين نعنوس مدير صحة ريف دمشق  أشار إلى أنه تمت المباشرة فوراً بترميم 3 مراكز صحية في بلدات سقبا وعين ترما وحزة، والأدوية فيها متوفرة وتقدم مختلف العلاجات، وتم إيصال الكهرباء إليها من خلال بطاريات أو عبر الطاقة الشمسية، وتم إجراء كشوف تقديرية لباقي المراكز الصحية وسيتم المباشرة بالعمل في زملكا وحمورية والنشابية بالتعاون مع بعض الفعاليات الأهلية، وفيما يخص مشافي حرستا ودوما والمليحة والنشابية وضع كشف تقديري لحرستا والنشابية خلال فترة وجيزة ستكون جاهزة للبدء في العمل.

رأي المواطن

ومع ذلك يرى سكان الغوطة الشرقية الذين عادوا إليها أن الكثير من الخدمات تحتاجها البلدات والمدن الغوطة الشرقية، وأهمها تأمين وسائل النقل المختلفة إلى كافة البلدات, وأيضاً هناك نقص في عدد الأفران, و يرى المواطنون القاطنون حالياً ببلدة كفر بطنا أن الخدمات غير متوفرة، والبلدية لا توفرها للسكان، فما زالت بعض الشوارع الفرعية مغلقة بوجه المواطن، وهناك أحياء مظلمة، وفي بلدة عين ترما بعض الأبنية لا تصلها المياه رغم توصيل الخطوط الرئيسية والفرعية والوصلات الفرعية للمنازل, وإنهاء التداخل بخطوط الصرف الصحي مع مدينة دمشق، وضرورة تزويد مدينة دوما بخزانات كهرباء إضافية لمعالجة الأحمال, وتسهيل مرور المواطنين إلى دمشق, ويطالب سكان سقبا وحمورية بزيادة عدد المنافذ التموينية لتأمين الاحتياجات اليومية وضبط الأسعار, في وقت يطالب عدد كبير من الفلاحين بالإسراع بتعويض الأضرار وتسهيل حصولهم على البذار والأعلاف وتأمين معمل للألبان لتصريف إنتاجهم و صيانة الصرف الصحي.