اقتصادزواياصحيفة البعث

نحو تفعيل العلاقات البينية..!

يجتهد المكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب في سورية، باتجاه تفعيل التكامل الاقتصادي العربي، وتحسين حجم التجارة البينية العربية، وما إقامته أمس لـ”ملتقى التبادل الاقتصادي العربي” إلا خطوة بالاتجاه الصحيح، وتسجل للمكتب الذي يسعى من خلاله لإظهار سورية كمنطقة استثمارية لا غنى عنها ضمن الخارطة الاستثمارية العربية ككل.

ولعل إدراك المكتب للموقع الجغرافي لسورية واعتبارها صلة وصل استراتيجية بين الدول العربية وأوروبا، رفع منسوب التعويل لديه على أن تكون سورية البوابة الاقتصادية لأسواق نظيراتها العربية؛ ما يعزز بالنتيجة التكامل الاقتصادي بين الدول العربية من جهة، وفتح أسواق عربية جديدة من جهة ثانية.

وإذا ما حاولنا تحليل المحاور التي تناولها ملتقى أمس –المتمحورة حول المناخ الاستثماري وما تتضمنه من عناوين تفصيلية لها علاقة بقطاعات الصناعة والزراعة والبنى التحتية- فإننا نستطيع تلمس العديد من النقاط المتوقع انعكاسها على واقع الاقتصاديات العربية، ومن ضمنها بطبيعة الحال الاقتصاد السوري، وأبرز هذه النقاط دعم المنتجات السورية القابلة للتصدير، ورفع الكفاءة التصديرية العربية بشكل عام، وتسويق السوق المحلية كأرض خصبة متعطشة للاستثمارات، وما تمتلكه من مقومات تتعلق بالدرجة الأولى بغناها بالموارد الطبيعية واليد العاملة الماهرة.

نعتقد أنه إذا ما تم بالفعل الاشتغال على هذه النقاط فإنه من المتوقع توسيع دائرة تبادل الخبرات العربية، وكذلك توسيع دائرة العلاقات ومناقشة المشاريع الحالية والمستقبلية، مع رفع القدرات التنافسية للقطاعات الإنتاجية الاقتصادية، إضافة إلى الوصول بأسلوب علمي لكل ما من شأنه أن يسهم في تطوير العلاقات التجارية بين الدول العربية، وتحديد سلبيات العمل العربي المشترك من أجل تفاديها، وما طموح الملتقى بإنشاء مركز معلومات اقتصادي شامل متكامل لكافة القطاعات الاقتصادية (التجارية، الصناعية، الزراعية، الحرفية)، إلا تتويج لهذه القضايا المثارة.

تبقى الإشارة إلى الدور الهام المنوط بالمكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب في سورية لجهة تفعيل العلاقات البينية، وهو في الحقيقة لا يستهان به، خاصة في ظل الظروف الراهنة لاقتصاديات الدول العربية وما تعانيه من تحديات مرتبطة بوضع كل دولة منه، وخصوصية علاقاتها مع الدول الأجنبية، ما انعقاد الملتقى إلا بادرة خير نأمل أن تؤتي أكلها.

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com