الصفحة الاولىصحيفة البعث

منخفضات نيسان في المنطقة.. أنموذج لـ”نظرية الفوضى”

دمشق – ميس خليل

شهد شهر نيسان الحالي تأثره بمنظومة باردة وهطولات مطرية مميزة وفوق معدلاتها، وتساءل الكثيرون عن التقلبات المناخية التي تشهدها سورية والمنطقة، وبدأت صفحات التواصل الاجتماعي تتحدث عن غضب الطبيعة وخاصة أنه منذ سنوات لم تنخفض درجات الحرارة في هذه الفترة من السنة لتصل إلى مرحلة الثلوج في بعض الأماكن.

مدير عام الأرصاد الجوية عهد اسمندر وفي تصريح “للبعث” أوضح أن الطقس ليس له قانون يحكمه، وهو يتبع لنظرية الفوضى، وعندما تتوافر شروط معينة لهطول الأمطار وانخفاض الحرارة نشهد تلقبات في الطقس، وليس من الغريب الأجواء الباردة والشتوية خلال شهر نيسان لهذا العام،  فقد سُجل هذا الأمر خلال السنوات السابقة عدة مرات في عامي 1965 و1997 على سبيل المثال.

اسمندر  تحدث عن أبرز الحالات الجوية خلال شهر نيسان والممتدة من عام 1965 حتى عام 2019 بحيث يتميز نيسان بشكل عام بتأثره بمنظومتين جويتين؛ الأولى بقايا كتل هوائية باردة شتوية دائماً في النصف الأول من الشهر، والأخرى منظومة جوية دافئة بسبب التيارات الشبه مدارية الدافئة؛ وهو ما يجعل  الطقس خلال شهر نيسان يتميز بالتقلب والأجواء الربيعية، فبالنسبة للمنظومة الأولى والتي امتدت من 20 نيسان إلى 22 بحيث تأثرت البلاد بمنخفض جوي امتد في كافة طبقات الجو مرفق بكتلة هوائية باردة ورطبة مع رياح سطحية غربية إلى جنوبية غربية معتدلة نشطة مع هبات رياح تجاوزت 80 كم في الساعة في المناطق الجنوبية والبادية بشكل خاص، وكان الجو غائماً جزئياً إلى غائم مع زخات متفرقة من المطر مصحوبة بالبرد والرعد.

وكانت أكبر الكميات المسجلة في صافيتا 67 ملم والقامشلي 46 ملم وطرطوس 42، وكان الهطل ثلجياً فوق المرتفعات التي تزيد عن 1000 م، والحالة المشابهة لهذه الحالة كانت في التاسع والعاشر من شهر نيسان من عام 1997، وكذلك سيطر منخفض جوي على البلاد بشكل عام واستمر عدة أيام، وهطلت أمطار رعدية وخاصة على المنطقة الساحلية وثلوج على المرتفعات الجبلية يوم التاسع من نيسان، وفي العاشر منه سجلت مدينة حماة هطولاً ثلجياً، وفي مدن داخلية أخرى كان الهطل ممزوجاً، وانخفضت درجات الحرارة أدنى من المعدل ب 15 درجة، وكانت درجة الحرارة في دمشق في الحادي عشر من نيسان نصف درجة، أما في هذا العام فسجلت 5 درجات.

أما في عام 1965 فكذلك سيطر منخفض جوي في بداية شهر نيسان، وسجلت الحرارة انخفاضاً يومي الثالث والرابع لتصبح أدنى من المعدل بحوالي 12 درجة، وكانت درجة الحرارة في مطار حلب في الرابع من نيسان نصف درجة.

مدير الأرصاد ذكر أنه خلال شهر نيسان الحالي تأثرت البلاد بخمسة منخفضات؛ ثلاثة منها متميزة من حيث الهطولات المطرية، فالأمطار سجلت حتى تاريخه في دمشق 315 ملم، بينما في الموسم الماضي 118، والمعدل السنوي لها  207، أما في حمص حتى تاريخه 509 وفي الموسم الماضي 164 والمعدل السنوي 423 ملم، مشيراً إلى أن الهطولات المطرية لهذا العام كانت مميزة وفوق المعدلات، ولها دور إيجابي في المراعي والمحاصيل والمياه الجوفية، وفي بعض المحاصيل الزراعية، كما كان لها دور سلبي نتيجة زخات البرد على بعض المحاصيل الأخرى.

اسمندر بين أن البلاد حالياً تحت تأثير مرتفع جوي وارتفاع تدريجي  في درجات الحرارة حتى منتصف الأسبوع القادم، وبالتالي المنظومة الدافئة أصبحت تسيطر على المنطقة بشكل عام، ولكن هناك مجال أيضاً لانخفاض في درجات الحرارة بشكل أقل من المعدل بقليل، ومن الممكن أن يكون في الأسبوع الأول من شهر أيار -كونه يتبع لفصل الربيع ولتقلبات الطقس- انخفاض بسيط بدرجات الحرارة، وربما هطول زخات من المطر متفرقة، ولكن على الأغلب تكون الأجواء دافئة بسبب التيارات الشبه مدارية الدافئة.