دراساتصحيفة البعث

الولايات المتحدة “أكثر الدول حروباً”

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع كومن دريمز 26/4/2019
كشف جيمي كارتر (94 عاماً) أنه تحدّث مؤخراً مع الرئيس دونالد ترامب حول الصين، وقال إن الأخير قلق بشأن اقتصادها المتنامي بالقول: إن “الصين تتقدم علينا”.
يقول كارتر، الذي قام بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين في عام 1979، إنه أخبر ترامب أن الصين حقّقت نجاحها بسبب سياستها الخارجية السلمية، وسأله هل تعلم كم حرباً خاضت الصين منذ عام 1979؟ لم تشنّ أي حرب، بينما تستمر أمريكا في إثارة الحروب، وإن كان من الصحيح أن آخر حرب كبرى خاضتها الصين هي غزو فيتنام في عام 1979 لكن منذ ذلك الحين، تعيش الصين في سلام مع جيرانها والعالم.
عاشت الولايات المتحدة وقتاً محدوداً في سلام منذ نشوئها كدولة أي منذ 242 عاماً. في الواقع عاشت الولايات المتحدة خمس سنوات فقط من السلام في تاريخها، وهي عام 1976 العام الأخير لإدارة جيرالد فورد، ومن عام 1977 لغاية عام1980 في ظل رئاسة كارتر. والقول لـ كارتر الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة “أكثر الدول حروباً في تاريخ العالم” لأنها تفرض على الدول الأخرى تبني المبادئ الأمريكية.
إن ثمار السلام في الصين سمحت وعزّزت نموها الاقتصادي، وتساءل: كم ميلاً من السكك الحديدية فائقة السرعة لدى أمريكا؟. تمتلك الصين نحو 18000 ميل (29000 كم) من خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة، بينما أهدرت الولايات المتحدة 3 تريليون دولار على الإنفاق العسكري.
وبحسب دراسة أجراها معهد “واتسون” للشؤون الدولية والعامة بجامعة “براون” في تشرين الثاني عام 2018 أنفقت الولايات المتحدة 5.9 تريليون دولار لشنّ حروب على العراق وسورية وأفغانستان وباكستان ودول أخرى منذ عام 2001.
وقال كارتر عن الإنفاق الحربي الأمريكي “إنه أكثر ما يمكنك تصوّره”، في المقابل لم تضيّع الصين فلساً واحداً على الحروب، ولهذا السبب هي تتقدم علينا في جميع النواحي تقريباً.
وقال كارتر: “أعتقد أن الفارق هو إذا حصلت على 3 تريليون دولار ووضعتها في إنشاء البنية التحتية الأمريكية، فمن المحتمل أن يتبقى لديك 2 تريليون دولار، وبذلك سيكون لدينا سكك حديدية فائقة السرعة، وجسور لا تنهار، وطرق يتمّ صيانتها بشكل صحيح، وسيكون نظامنا التعليمي جيداً مثل نظام كوريا الجنوبية أو هونغ كونغ”.
هناك اعتقاد شائع في الولايات المتحدة بأن البلد بشكل شبه دائم يشنّ الحرب لأغراض نبيلة ودفاعاً عن الحرية، لكن الرأي العام العالمي والحقائق تُظهر صورة مختلفة للغاية. فقد عرفت معظم الدول التي شملها استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “ون غالوب” في عام 2013 أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي، كما وجد استطلاع لمركز “بيو ريسيرتش” للدراسات أجراه عام 2017 أن عدداً قياسياً من الأشخاص في 30 دولة شملهم الاستطلاع يرون قوة الولايات المتحدة وتأثيرها يشكلان “تهديداً كبيراً”.
إضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة أيضاً بغزو أو قصف عشرات الدول، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تقوم بدعم الحكومات الدكتاتورية في العالم، كما أنها أطاحت أو حاولت الإطاحة بعشرات الحكومات الأجنبية منذ عام 1949 ودأبت على سحق حركة تحرير أي شعب، كما تدخّلت في عشرات الانتخابات في البلدان الحليفة والخصوم على حدّ سواء!!.