الصفحة الاولىصحيفة البعث

انقلاب فاشل في فنزويلا.. ومادورو يؤكّد ولاء قادة الجيش للدستور

 

 

أعلن رئيس الجمعية التأسيسية في فنزويلا ديوسدادو كابيلو، أمس، “فشل محاولة الانقلاب التي قام بها رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو بدعم من عدد من العسكريين الخونة”، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس نيكولاس مادورو، أنّه أجرى محادثات مع قادة الجيش الذين “أظهروا الولاء الكامل للشعب والدستور والوطن”.
وكانت كراكاس أعلنت مواجهتها “عملية تمرّد قامت بها مجموعة صغيرة من العسكريين الخونة”، حسب تأكيد نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز، التي أشارت إلى أن “المجموعة تريد الانقلاب على الدستور والسلام في البلاد”.
وفي أول تصريح له بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، أعلن الرئيس الفنزويلي الشرعي أنه اتصل بقادة الجيش، الذين أكدوا له ولاءهم الكامل للوطن والدستور، وقال: “تواصلت مباشرة مع كل القيادات في شبكات الجيش الدفاعية المنتشرة في البلاد، وأبلغوني باستتباب الوضع وبأنهم مخلصون للوطن والدستور”، وأضاف: “أطلب من الشعب الاستعداد والتعبئة الشاملة للدفاع عن الديمقراطية، وأن يتمتعوا بأعصاب فولاذية”، وختم بالقول: “سننتصر”!.
وترافقت دعوة مادورو الشعب إلى “الوحدة لمواجهة محاولة الانقلاب”، مع توجّه حشود غفيرة من الفنزويليين إلى القصر الجمهوري في كاراكاس للاحتفال بفشل المحاولة الانقلابية، من جهتها، أكدت نائبة الرئيس أنّ فنزويلا “هزمت كل محاولات الانقلاب”، وأضافت: “تغلّبنا على الاعتداءات على الكهرباء وسنهزمهم مجدّداً”، محذرةً من ارتكاب أية أخطاء مع الحكومة الشرعية بزعامة الرئيس مادورو.
وكان وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز أكد رفضه لمحاولة الانقلاب العسكري على الرئيس مادورو، معتبراً أن “هذه الخطوات تدعو للعنف”، وشدّد على أنّ القوات المسلحة الفنزويلية “تدافع بصلابة عن الدستور والسلطات الشرعية بقيادة مادورو”، موضحاً أنّ العمل جارٍ على “معالجة عملية التمرد التي قام بها خونة يتمركزون في جسر التاميرا”، وأضاف: “جميع الوحدات العسكرية في البلاد تؤكد أن الوضع طبيعي في الثكنات والقواعد العسكرية”.
من جهته، حمّل وزير الخارجية الفنزويلي خورخيه ارياسا، كولومبيا مسؤولية محاولة الانقلاب في بلاده، حيث كتب في تغريدة على تويتر: “جميع المؤامرات ضد الديمقراطية الفنزويلية، بما في ذلك محاولة الانقلاب، مدعومة وممولة من الحكومة الكولومبية”.
وكان الرئيس الكولومبي إيفان دوكي دعا الجيش الفنزويلي إلى الانضمام لزعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو، الذي زعم أنه حصل على دعم مجموعة من العسكريين.
وفي ردود الفعل الدولية الأولية على الانقلاب الفاشل، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الروسي الوضع في فنزويلا، واعتبر مجلس الاتحاد الروسي أنّ “التدخل الخارجي في فنزويلا غير مقبول، وعلى الدول الأخرى أن تتصرف حصراً في إطار ميثاق الأمم المتحدة”.
من جهتها، أعلنت السفارة الروسية لدى كاراكاس أن الخبراء العسكريين الروس في فنزويلا لن يتدخلوا بأي شكل من الأشكال في الأحداث الجارية في العاصمة الفنزويلية، وأشارت إلى أن الخبراء يقدّمون المساعدة لفنزويلا في إطار التعاون العسكري التقني، وتدريب الكوادر الفنزويلية على استخدام وصيانة المعدات الروسية.
وأدان الرئيس البوليفي ايفو موراليس محاولة التمرد في فنزويلا، أما الاتحاد الأوروبي فشدّد على موقفه الداعي لـ”حل سياسي وسلمي للأزمة في فنزويلا”، فيما عبّرت الخارجية المكسيكية عن قلقها من “التصعيد المحتمل للعنف ومن حمام دم في فنزويلا”.
وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تقف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة، صرّح جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي بأنه ينبغي على العسكريين هناك دعم غوايدو.
وقبل ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يتابع الأحداث في فنزويلا عن كثب، بينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: “لقد تم إبلاغ الرئيس ونراقب ما يجري”.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز أن مجموعة من “العسكريين الفنزويليين الخونة” تحاول القيام بعملية انقلاب في البلاد، وقال على تويتر: “إن حكومة فنزويلا تواجه مجموعة صغيرة من العسكريين الخونة تحاول القيام بانقلاب”، وأضاف: “ندعو الشعب إلى أن يبقى في حالة تأهب كامل إلى جانب قوات الحرس القومي البوليفاري المجيدة والتغلب على محاولة الانقلاب وحفظ السلام”.
كما دعا ديوسدادو كابييو رئيس الجمعية التأسيسية الفنزويلية المواطنين الفنزويليين إلى التجمع أمام القصر الرئاسي في ميرافلوريس في كاراكاس، وقال: “نطلق دعوة لكل الشعب في كاراكاس.. تعالوا إلى ميرافلوريس.. سنرى ماذا يمكنهم أن يفعلوا ضد شعبنا”.
وتتعرّض فنزويلا منذ أشهر لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها، عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية، ودعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي، باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.