رياضةصحيفة البعث

مع كثرة الانتقادات والشائعات.. بنزيما يقترب من أفضل مواسمه رغم كوارث الريال

 

تصدر الفرنسي كريم بنزيما مجدداً عناوين الصحف الأوروبية منذ عودة مواطنه زين الدين زيدان إلى تدريب فريق ريال مدريد، فأرقام بنزيما المميزة هذا الموسم فتحت باب المقارنة مع أرقامه أثناء تدريب زيدان أول مرة للملكي، وبوجود البرتغالي كريستيانو رونالدو، وعلى الفور يمكن ملاحظة الأثر الكبير لوجود رونالدو في المقدمة، فهو يحظى بكامل الاهتمام، وأي مهاجم إلى جانبه سيقع على عاتقه فتح المساحات، والتنازل عن دوره التهديفي في كثير من الأحيان، وتبيان ذلك بلغة الأرقام، فقد سجل الفرنسي 5 أهداف فقط مع نهاية الدوري الاسباني العام الماضي، مع وجود رونالدو مقارنة بـ 21 هدفاً هذا الموسم، قابلة للزيادة في المباريات المتبقية دون وجود رونالدو، وبالمقياس نفسه، بلغت أرقام شريك رونالدو في هجوم يوفنتوس الأرجنتيني ديبالا هذا الموسم 5 أهداف فقط، بينما سجل الموسم الماضي 22 هدفاً.
ويرجع كل هذا الصخب الإعلامي إلى بداية الموسم الحالي للريال، فبعد مغادرة الدون تساءل الجميع حول قدرة بنزيما على سدّ الثغرة التهديفية في هجوم الريال، وبالنظر إلى تاريخ الفرنسي في إضاعة الفرص خلال السنوات السابقة، توقع الجميع فشلاً كبيراً له، رغم عودته إلى مركزه الأساسي كمهاجم صريح داخل منطقة الجزاء، لكن الذي حدث هو العكس تماماً، حيث قدم بنزيما أداء فاق كل التوقعات، فحمل الريال على كتفيه في كثير من أوقات الموسم الصعبة، وثلاثية بلباو، والخسارة أمام فاليكانو خير مثال.
ولم يتغير بنزيما على الصعيدين البدني والنفسي، فهو يحافظ دائماً على لياقته الجسدية، وتركيزه الذهني، لكن الذي تغير هو معدله التهديفي، فقد تعدى بنزيما مرتين فقط حاجز العشرين هدفاً في الموسم الواحد خلال تواجده مع ريال مدريد، الأولى موسم 2012 عندما سجل 21 هدفاً في الدوري الاسباني، و7 في دوري الأبطال، والثانية موسم 2016 عندما سجل 24 هدفاً في الليغا، وأربعة في الأبطال، وإذا دققنا بمعدل دقائق لعبه في السنوات الخمس الماضية وجدناه لم يهبط عن حاجز الـ 2000 دقيقة سوى موسمي 2016 و2017، والسبب كان الإصابة، فما حدث هو فقط الفرصة ليثبت نفسه في أمر كان الجميع ينتقده عليه، لأنه من واجباته الأساسية، وهو التهديف، لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك، أو على الأقل حرم منه.
والمثير للدهشة هو مقارنة أرقام بنزيما برونالدو هذا الموسم، فالأول تفوق على زميله السابق لأول مرة منذ انضمام الثنائي إلى ريال مدريد، مسجلاً 29 هدفاً في جميع البطولات التي شارك فيها هذا الموسم، فيما سجل رونالدو 25 هدفاً في جميع البطولات هذا الموسم، 19 هدفاً حتى الآن في الكالتشيو، ليحتل به المركز الرابع على سلم الهدافين، مع 6 أهداف سجلها في دوري أبطال أوروبا، وهي حصيلة لم يسبق للدون أن امتلكها في مثل هذا الوقت من الموسم، حتى في تلك التي أطلق عليها أسوأ مواسمه في الماضي.