تحقيقاتصحيفة البعث

من أجل لفت الانتباه..العناد الطفولي اضطراب في السلوك وانعكاس للعلاقات الأسرية

 

الطفل العنيد له معاملة خاصة جداً، فطريقة معاملتنا معه هي ما تجعله يستمر بالعناد، وأيضاً هي ما تجعله يكفّ عنه، إن العناد ناتج عن اضطرابات السلوك الشائعة عند الأطفال، وعادة ما يعاند الطفل أمه ليلفت انتباهها حتى يفعل ما يريد، لدرجة أنه في بعض الأحيان يعاند نفسه حتى لا يفعل ما تريد أمه، وهذا يعدّ مؤشراً لنمو شخصية الطفل لأنه يوازي تأكيد الذات لديه، ويماثله في مخالفة رغبات وأوامر والديه، ومن أسباب العناد لدى الأطفال:
1- الدلع الزائد، حيث تتم تلبية كل أوامره.
2- الخلافات الزوجية، والتوتر الشديد في البيت، حيث يصاب الطفل ببعض الاضطرابات، منها البكاء الشديد، والعناد المفرط.
3- الغيرة الأخوية، فمن أخطاء الآباء الشائعة الاهتمام بالمولود الجديد أكثر من الأكبر منه، بالرغم من أن الأخير مازال صغيراً أيضاً، ومن هنا على الآباء أن يتفهموا تلك الحالة جيداً، لأنه إذا تم التعامل معها بشكل خاطىء سيصل الحال بالطفل إلى شخصية غير قادرة على اتخاذ أي قرار، وليس له رأي في أي شيء، فلا يصح أن يكون الرد على عناد الطفل بالعنف من الوالدين، لأن العنف يولّد عنفاً، كما أن الطاعة العمياء ليست الحل.
إن الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل العنيد تكمن في أسلوب التواصل بالتفاهم، والمحبة، والإقناع، وإعطائه مساحة من الحرية ليعبّر عن ذاته، وليس كما يفعل بعض الآباء عندما يبدأ الطفل بالتحدث بإجباره على السكوت، سواء بتجاهله، أو رمقه بنظرة حادة، وعلى الآباء أن يدركوا أن هذه الحالة من العناد ما هي إلا مظهر من مظاهر استقلالية الشخصية التي لابد منها، وهناك بعض النصائح يجب على الآباء اتباعها لتجنب الوقوع في فخ التعامل مع الطفل العنيد، من ضمنها أن يحافظوا على هدوئهم عندما يغضب الطفل ويثور عناده، وأن يتركوه يتحدث بحرية حتى يعرفوا ما بداخله، وسبب هذا العناد، والتأكيد له أنه مازال ابنهم المحبوب رغم العناد والغضب ليتعلّم التسامح والعفو عند المقدرة، كما يجب على الآباء عدم تلبية رغبات الأطفال تحت تهديد البكاء والعناد حتى يتعلّموا أن الطبع الهادىء هو السلوك السليم الذي يحقق لهم ما يرغبون، وبذلك يمكن لنا تكوين طفل مثالي قادر على الذهاب إلى المدرسة الابتدائية بخلق رفيع، وسلوك جيد.
د. رحيم هادي الشمخي